فارق طفل يتحدر من إقليم زاكورة الحياة، بسبب رحلة علاج طويلة وتنقل بين أكثر من مؤسستين صحيتين، قبل أن ينتهي به المطاف مهملا، حيث ظل أزيد من 7 ساعات بدون رعاية طبية في ظل امتناع سائق سيارة إسعاف تابعة لإدارة مستشفى عمومي عن نقله إلى مستشفى محمد السادس بمراكش قصد علاجه بعدما ساءت وضعيته الصحية.
الطفل يحيى الذي توفي وعمره قيد حياته لا يتعدى سنة ونصف، تم نقله قبل أيام إلى المستشفى الإقليمي بمدينة زاكورة من أجل الكشف عليه، إثر معاناة مع ضعف في الصوت، وهناك طلب من الأب اقتناء لائحة من الأدوية ليستعملها، لكن بعد أسبوع من إجراء الفحص الأولي على الطفل بدأت حالته تسوء ولم يعد قادرا على النطق بتاتا. وفق ما جاء في شكاية وضعها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المنارة مراكش، على مكتب وزير الصحة.
أمام هذا الوضع، اضطر الأب القاطن بدوار زاوية سيدي علي بتمكروت التابع لإقليم زاگورة، إلى التوجه مرة أخرى بمعية إبنه يحيى نحو المستشفى الإقليمي بزاگورة، فقام المشرفون على الوضع الصحي ليحيى بوضعه تحت المراقبة الطبية وإمداده بالأكسجين لمدة 48 ساعة، قبل أن يكتشفوا بواسطة السكانير أن الطفل مصاب على مستوى الباحة الصوتية، فقررت إدارة المستشفى الإقليمي بزاگورة نقل الطفل على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمدينة مراكش.
وتقول شكاية الجمعية في سردها لتفاصيل الحادث نقلا عن والد الفقيد، إن هذا الأخير دفع مرغما 1000 درهم مقابل نقل إبنه بواسطة سيارة إسعاف في ملكية المستشفى الإقليمي بزاكورة، رغم توفر الأسرة على بطاقة “راميد”، لكن قبل صعود الطفل إلى الإسعاف تم تحويله مجددا إلى مستشفى الدراق عبر سيارة إسعاف أخرى لا تتوفر على أدنى شروط السلامة والوقاية الصحية. ومن هنا بدأت الحالة الصحية للطفل تزداد سوء، ليتم نقله فيما بعد إلى مستشفى سيدي حساين بورزازات، لكن هذا الأخير رفض استقباله بدعوى أن جميع الأسِرة محجوزة في مصلحة الإنعاش.
رحلة العلاج المضنية هاته، عمّق من صعوبتها تعنت أحد سائقي سيارات الإسعاف وامتناعه عن نقل الطفل من مدينة زاگورة إلى مراكش، رغم أنه يتوفر على تصريح بذلك، إلا أنه لاذ بالفرار وترك الأسرة تواجه مصيرها لوحدها.
تبعا لذلك، ظل الطفل بدون رعاية صحية منذ الساعة الـ 11 ليلا إلى غاية السابعة من صباح اليوم الموالي، نظرا لكون جميع سيارات الإسعاف التابعة للمستشفى مشغولة. قبل أن يحالف الحظ الأسرة في العثور على سيارة إسعاف خاصة، والتي نقلت الطفل يحيى إلى مدينة مراكش، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة فور وضعه بإنعاش المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس.
وطالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في شكايتها إلى وزير الصحة، خالد آيت طالب، بفتح تحقيق عاجل بشأن المسببات التي ساهمت في وفاة الطفل، أبرزها تحويله من سيارة إسعاف لأخرى ونقله صوب مستشفى ورزازات دون إسعاف وامتناع إدارته عن استقباله بحجة عدم وجود سرير شاغر.
كما طالبت وزير الصحة بالتدخل الفوري لتمكين العديد من المواطنات والمواطنين بالمناطق المهمشة والمقصية كزاكورة وورزازات وغيرها من مناطق المغرب من حقهم في العلاج، وتمكينهم من بنية تحتية مجهزة بالمستلزمات الطبية والبيوطبية والأسرة الكافية وبأدوات التدخل السريع والإنعاش بما فيها قسم للإنعاش مجهز، حفاظا على حياتهم وضمانا لحقهم في الحياة والعيش، مع توفير الموارد البشرية الكافية.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…