لا تمر مناسبة يتحدث فيها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، دون التحرش بالمغرب وتكريس عدائه الشديد له، بالمقابل تواجه المملكة ذلك بالصمت والتأني، ولا تبدي أي رد فعل حيال تصريحاته الاستفزازية التصعيدية المتوالية.
محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي بالرباط، قال معلقا على تصريحات تبون الأخيرة التي اتهم عبرها “لوبي مغربي” بفرنسا بالسعي إلى خلق توتر في العلاقات بين الجزائر وباريس، وحمَّل مسؤولية تراجع الاستثمارات الفرنسية في بلاده إلى الرباط؛ إن هذا النفس الاستفزازي ليس جديدا، فتبون، يوضح تاج الدين الحسيني، جعل من العداء إلى المغرب في إطار حملته الانتخابية للوصول إلى “قصر المرادية” العنوان العريض، مشيرا إلى تصريحاته المتعلقة بتصفية الاستعمار وكذا إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين واشتراطه على السلطات المغربية الاعتذار للشعب الجزائري بعد فرض تأشيرة دخول أراضيه على الجزائريين عام 1994.
وأفاد أستاذ العلاقات الدولية في تصريح لموقع “الأول”، بأن تبون قبل أن يأتي للحكم كانت لديه مواقف متشنجة ضد المغرب، ظهرت في حملته الانتخابية، ومازالت طاغية على خطاباته إلى حدود اليوم، تعطي الانطباع بأن كل مكروه يصيب الجزائر سببه المغرب، والحال أن هذه تصريحات غير مسؤولة.
وأشار المتحدث إلى أن مواقف تبون “تكرس عداءه الشديد للمغرب وتنم عن حقد دفين إزاءه”، مبرزا أنه “لا يجب أن ننسى أن ساكن قصر المرادية رجل سلطة، كان واليا سابقا وعاش في كنف السلطة، وبالتالي فهو يريد أن يتجنب أي صراعات مع الأجهزة العسكرية ليظل بعيدا عن أي صراع معها”، معتبرا ذلك “مواقف متجاوزة”.
وكان عبد المجيد تبون قد ذكر في حوار له مع جريدة “لوفيغارو” الفرنسية، نشر الخميس الماضي، في معرض حديثه عن علاقات بلاده مع فرنسا، وبالتحديد عن حقبة الاستعمار التي ماتزال تلقي بظلالها على العلاقات بين البلدين، إن نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يبذل جهودا لإعادة فتح أرشيف “الذاكرة الاستعمارية” مع الجزائر، وأن هناك تواصل مشترك بينهما بهذا الخصوص، قبل أن يستدرك بأن ماكرون “يريد فعلا حل هذه القضية الحساسة، مرة يتم فهمه، ومرة أخرى يتعرض لهجمات حادة من بعض جماعات الضغط القوية جدا”، موجها أصابع الاتهام بشكل خاص إلى من أسماه بـ”اللوبي المغربي” بفرنسا، الذي يعمل، بحسبه، على ضرب علاقات البلدين والسعي للتدخل في ما تقوم به الجزائر.
وزاد تبون بأن اللوبي المغربي لديه مصالح اقتصادية واجتماعية ويخشى من الجزائر، قناعته في ذلك أن “الجزائر عندما ترغب في اقتراح حلول لبعض الأزمات والنزاعات، يتدخل هذا اللوبي بحجة أنه مهتم أيضا بهذا القضايا”، محيلا إلى الملف اللليبي، الذي تتحين الجزائر الفرصة لتلعب دور الوساطة فيه، في الوقت الذي كان المغرب قد قاد وساطات على مدى سنوات، أفضت إلى التوقيع على اتفاق الصخيرات سنة 2015.
ولم يتورع تبون في الحوار ذاته في تحميل مسؤولية إخفاق بلاده في استقطاب الاستثمارات الأجنبية، الفرنسية تحديدا، إلى من أسماه بـ”اللوبي المغربي”، حينما قال بأن مصنع شركة “رونو” المتواجد في الجزائر ليس مثل المصنع المتواجد في المغرب.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…