أثار إقدام نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، على “منع” النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، رضا بوكمازي، من المشاركة إلى جانبها في ندوة يرتقب أن تحتصنها مساء اليوم الأربعاء، جامعة محمد السادس لعلوم الصحة الخاصة بالدار البيضاء، سخطا عارما على وسائط التواصل الاجتماعي، وجرّ على زعيمة الاشتراكي الموحد، ذات الخلفية اليسارية، انتقادات لاذعة، وصلت حد وصفها بالسياسية “الفاشلة” حاملة “الفكر الإقصائي”.
في هذا السياق، شنَّ قياديون في حزب “البيجيدي” هجوما قويا ضد نبيلة منيب؛ إذ قالت القيادية في الحزب أمينة ماء العينين: “لم أتفاجأ حينما علمت بالأمر لأنه يتكرر.. لا أتصور أنه سلوك يمكن تفسيره أو تبريره”، مضيفة في تدوينة نشرتها على حسابها بموقع “فيسبوك”: ”الديمقراطية فكر ومنطق والتزام وممارسة وعلى حاملي الرهان الديمقراطي من مختلف الحساسيات الاستمرار في نضالهم بغض النظر عن المقاومات التي لا يمكنها الصمود في وجه ما صار ثابتا دستوريا: إنه الاختيار الديمقراطي”.
وتابعت المتحدثة: “الخلاصة لا تحتاج إلى تعليق: رئيسة حزب سياسي تعترض على تواجد قيادي سياسي شاب من حزب يقود الحكومة في طاولة نقاش وحوار”، “لم يكن سوى حوارا”. تختم ماء العينين.
على المنوال ذاته سارت تدوينة النائب البرلماني عن “المصباح”، نجيب البقالي، الذي كتب: “الدرجة الصفر من الديمقراطية وقيمها أن ترفض نبيلة منيب مشاركة القيادي السياسي الشاب رضا بوكمازي في ندوة حول الإجهاض بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة”، قبل أن يردف: “طبيعي أن لا يصوت المغاربة على اليسار الإقصائي”.
أما وزير التشغيل والتكوين المهني سابقا، عضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية، محمد يتيم، فقد اختار تعليقا ساخرا عن الموضوع، حيث دوَّن: “بيك يا وليدي”.
ما اقترفته “أيقونة اليسار” لقي استهجانا وغضبا واسعا ليس من طرف أعضاء “المصباح” وحدهم فقط؛ بل امتد ليشمل نشطاء فيسبوكيين بدون انتماءات سياسية أيضا. ومن بين هؤلاء نطالع تعليقا خطَّه أحمد بعجي، عبر فيه عن امتعاضه بالقول: “يتبجّحون بالديموقراطية وهي أبعد إليهم من السماء”.
ومن بين التدوينات التي تناقلها رواد “فيسبوك” على نطاق واسع، ما كتبته الناشطة إيمان بلعباس، التي اعتبرت في تفاعل مع الواقعة: “الحقيقة أن السيدة نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد والتي فشلت في الحصول على مقعد في لائحة وطنية والتي قالت عن الذين صوتوا للعدالة والتنمية إنهم أميون والتي كانت وراء تشتيت الشارع بعد بدء حركة تضامنية محترمة مع حراك الريف، قد تجاوزت حدودها كثيرا بمنع برلماني إسلامي من الحضور لندوة عن الإجهاض”.
وزادت إيمان متسائلة: “هذه السيدة التي لم تحصل حتى على مقعد واحد، (وحتى الفيدرالية (باجتماع ثلاثة أحزاب) لم تحصل سوى على مقعدين) تسمح لنفسها بإعلان قطيعة مع أغلب ممثلي الأمة في البرلمان، وها هي صارت تشترط الآن ألا يمثلوا الرأي الآخر في مجرد “ندوة” … فماذا تعتقدونها فاعلة حين يصير لها مئة مقعد في دوائر اتخاذ “القرار”؟”.
“كنت مستاءة جدا من هذه الندوة التي تزيد في تكريس منهجية “الخروج عن القانون” بدل النضال لأجل تغييره”، تقول إيمان، متابعة: “وكنت مستاءة جدا من تنظيم هذه الندوة في هذه الظرفية التي عرفت اعتقال صحفية تم إقحامها عنوة في صراع “سياسي” حوّله الحداثيون لصراع حول “الحريات الفردية”، والآن أنا مستاءة لأني لا أتحمل الغرور والإقصاء حتى حين يمارسه من يمثل أغلبية ساحقة فما بالك بمن حصل على 0,5 بالمئة في آخر انتخابات تشريعية”.
من جهتها، أكدت الناشطة المدنية والمناضلة اليسارية، سارة سوجار، أن “الإسلاميين جزء من المجتمع كالحداثين واليساريين والليبراليين والمحافظين، ولا أحد له الحق في أن يقصي الآخر باسم أي كان”، مستطردة في تدوينة فيسبوكية: “كي نبني وطنا يسع الجميع علينا أن ننصت لبعضنا، ونبني معا أسس مجتمع يحترم اختيارات الجميع”.
سارة وجَّهت خطابها لمنيب قائلة: “مع كل الاحترام سيدتي، مثل هذه التصرفات لا تخضع لمنطق. هذا البرلماني جزء من المؤسسة التشريعية التي تسن القوانين، صوت مجتمعي له وجهة نظر علينا أن ننتناقش فيها معه، ونثبت من منا أقرب إلى الواقع ومن منا قادر على صياغة بدائل أكثر فاعلية لإخراج هذا المجتمع من سلطوية الدولة والأخلاق والدين وسلطويتنا نحن أيضا عندما نكون في مراكز القوة”.
“أقل ما يمكن أن يوصف به هذا الأمر هو كونه فضيحة”: هكذا سلطت الضوء إيمان اليعقوبي، النائبة البرلمانية عن حزب “البيجيدي”، على هذا الموضوع، قبل أن يجيبها أحد المعلقين: “تخيل لو كانت هذه العقلية تملك سلطة وجيش؟!”.
وفي تفس السياق كتب عادل بنحمزة عضو اللجنة التنفيذية والناطق الرسمي السابق باسم حزب الاستقلال، قائلا، “السيدة نبيلة منيب مناضلة محترمة وتقود هيئة سياسية تحاول تقديم السياسة بشكل مختلف عن الصورة النمطية التي وقعت فيها معظم الأحزاب، لكن أن ترفض حضور السيد رضى بوكمازي في ندوة حول الإجهاض بمعهد محمد السادس لعلوم الصحة بالدارالبيضاء لأنه ينتمي للعدالة والتنمية ومن المفترض أنه يحمل تصورا مختلفا عن ذلك الذي تدافع عنه السيدة منيب بخصوص موضوع الندوة، فذلك يمثل رسالة خاطئة تماما عن يسار يمكن أن يكون له موقع داخل المجتمع”.
وأضاف بنحمزة مستاءا، “القبول بالاختلاف مسألة جوهرية في أي سلوك ديمقراطي، ولهذا تعقد الندوات والمناظرات لأنها تقدم وجهات نظر مختلفة، وأن النقاش والحوار قد يفضيان إلى تقاطعات في أشد القضايا تعقيدا وربما يفضي فيما بعد إلى توافقات تاريخية مهمة، في إعتقادي أن الجهة المنظمة أخطأت عندما قبلت بشرط السيدة منيب، لأن الشباب والطلبة يجب أن يكونوا في مقدمة المدافعين عن التعددية والاختلاف. لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين”.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…