الناس ليسوا في حاجة لمن يشرح لهم معنى “الحزقة” و”قاموس عيوش” فاشل

قال سعيد بنكراد أستاذ السميائيات بكلية الآداب، جامعة محمد الخامس أكدال الرباط، في مقال له عن حاجة الدارجة إلى قاموس، ” لايحتاج الناس قاموسا في الأسواق والحواري الضيقة، فهم في هذه الفضاءات بتحدثون فيما بينهم عن أشياء يعرفونها ويعرفون الكلمات الدالة عليها، ذلك أنه لا وجود لفاصل بين تسمية الشيء الماثل أمام العين، أو بين الصفة والموصوف وبين ممكناتها في السلوك الفعلي، فالناس يعرفون الأشياء أكثر من معرفتهم بالكلمات التي تغطيها”
وأضاف بنكراد “لذلك كان قاموس الدارجة ضعيفا وفقيرا يصف حياة اللغة في الفعل لا في التأمل فيه، نحن لا نقرأ تاريخ الفكر والفلسفة والمنطق والآداب باللهجات، إننا نفعل ذلك من خلال “لغة” ثانية متخصصة يتداولها العلماء فيما بينهم”.

وتحدث سعيد بنكراد عن أن القاموس الجديد “ظهر فاشلا وغير قادر على قول شيء آخر غير ما يمكن أن يقوله قاموس العربية”.
ووضح أن واضعو القاموس “احتاجوا إلى العربية لشرح مفردات وتعابير لا يمكن أن تستقيم إلا من خلال ما يتم تداوله في القاموس العربي، إن هذا القاموس لا يشرح نفسه، بل يبحث عن ذاكرة وحداته فيما يمكن أن يقوله غيره، فالناس ليسوا في حاجة لمن يشرح لهم معنى “الحزقة” فهذه تصنف عندنا وعند غيرنا من الشعوب المتفتحة ضمن “الكلمات البذيئة” (gros mots)، ذلك أن البداءة ليست في الأشياء أو الجسد أو السلوك وحده بل هي في اللغةفي المقام الأول، لذلك فإن من يفعل ذلك لن يكون أبدا جديا في مسعاه “العلمي أو “التربوي”.
ورغم هذا أوضح بنكراد في المقال الذي نشرته جريدة الاتحاد الاشتراكي ضمن ملحقها الثقافي ليوم الجمعة 3 فبراير 2017، أوضح أنه ليس عيبا أن يكون للدارجة المغربية قاموس، يجب أن يكون شاملا لكل التنوعات اللهجية كما يمارسها الناس في مختلف مناطق المغرب”، مضيفا أن القاموس يمكن “استثماره في مجالات علمية حيوية كعلم الاجتماع وعلم النفس، كما يمكن أن يستعين به المتخصصون في التحليل النفسي والفيلولوجيا، فهذا المخزون قد يساعد على فهم جزء من ذاكرة الشعب”.
وعاد أستاذ السيميائيات ليقول ” أن الدارجة تميل إلى الاقتصاد في كل شيء، في المفاهيم والتركيب والصوت والقواعد، إنها تكتفي بتلبية ما يمكن أن يستجيب للحظي في الممارسة والتعيين والوصف، إنها لا تشمل على رؤية توازي بين حالة الانفعال وتفريغاته الممكنة”.