أقدمت السلطات المنتخبة بمدينة الدار البيضاء يوم أمس الأحد على هدم جزء من ذاكرة مدينة الدار البيضاء. ويتعلق الأمر بفيلا “موفيليي” المتواجدة على مستوى تقاطع شارع الزرقطوني وأنفا، والتي تعتبر إحدى أعرق المعالم التاريخية للعاصمة الاقتصادية.
هذه المعلمة المصنفة تراثا معماريا، بنيت عام 1932 ووضع تصميمها المهندس الفرنسي كوستاف كوطي، قبل أن تدكها الجرافات بأمر من مسؤولي الدار البيضاء، في غمرة انشغال الجميع بفيروس “كورونا” ومستجداته.
وخلّفت هذه الخطوة استنكارا واسعا في صفوف البيضاويين واستهجان عدد من الفعاليات الإعلامية والمدنية بالمدينة. في هذا السياق أعرب الإعلامي هشام روزاق عن غضبه في تدوينة نشرها على حسابه بفيسبوك جاء فيها: “جزء من ذاكرة البيضاء، تم اغتياله، وجزء من ذاكرتي الصغيرة، قٌتل. الفيلا االتاريخية الجميلة (Villa Mauvillier)، تم هدمها اليوم، في عمل جبان وقذر وقع عليه مسيرو الدار البيضاء، أو السائرون بها نحو مزيد من الترييف”.
وزاد: “هذه التحفة الجميلة، رافقت صبانا وشبابنا نحن أبناء منطقة بوركون والنواحي… واليوم، قرر البدو هدمها، مستغلين حالة الطوارئ والحجر الصحي كعادة البدو… يجيدون فقط، أمرا دبر بليل. حجم الغضب الذي أشعر به، يجعلني غير قادر حتى على الإدانة.. الذين ارتكبوا هذه المجزرة.. يجب أن يكون مكانهم السجن. عدا ذلك.. كل ما تبقى من معنى للبلد.. غادي يريب”.
من جهتها، قالت الصحافية سميرة عثماني وهي ترثي الفيلا: “كنت كلنا مررت أمامها، أتمنى لو امتلكت شقة داخلها.. أغوص في ذاكرتها وتاريخها. كنت أتطلع إلى هندستك الخارجية وأتشوق لأرى داخلك.. من صممك فكر في كل شيء حتى في أمن الأطفال رغم أن كازا حينها كانت خاوية..، تبني مدنيتها قبل أن يأتي قوم هاجوج ويغتلون روحك بدون رحمة.. لعل كورونا كانت أرحم منهم”.
ويبدو أن معاول الهدم لن تتوقف عند الإجهاز على “فيلا موفيليي” لوحدها فحسب، بل هناك مخطط لتصفية ذاكرة الدار البيضاء واجثتات جميع معالمها العريقة، من بينها حديقة “درب البلدية” الشهيرة بحي درب السلطان، والتي مازالت صامدة منذ قرابة السبعين سنة، رغم تدهور جنباتها.
هذا الفضاء الذي يشكل متنفسا لساكنة المنطقة، حيث يقضون فيه خلال أيام فصل الصيف القائضة أوقاتهم، ويرتبط عند الكثيرين بذكريات طفولتهم، توجد تحركات لاقتلاعه هو الآخر. وهي التحركات المريبة التي تحوم حولها الكثير من علامات الاستفهام، من قبيل؛ لماذا يصر الموكول إليهم تدبير المدينة على تخريب جزئها الجميل، ومن المستفيد من ذلك؟
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…