“عنصرية” شركات النقل ضد المهاجرين من جنوب الصحراء تصل إلى البرلمان

عاد  موضوع منع بيع تذاكر السفر عبر الحافلات للمهاجرين من جنوب الصحراء المقيمين في المغرب بدون تصريح إقامة، إلى الواجهة؛ بعدما وجهت النائبة البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية، عائشة لبلق، أمس الخميس، طلبا إلى رئيس مجلس النواب بتناول الكلمة للتحدث في موضوع عام وطارئ، في نهاية الجلسة العامة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفوية المرتقب انعقادها الثلاثاء الأسبوع المقبل.

وسبق للنائبة البرلمانية ذاتها أن وجهت بخصوص هذه النازلة التي أثارت جدلا واسعا قبل أسبوعين، سؤالا كتابيا إلى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء بتاريخ 31 أكتوبرالماضي قالت فيه إن بعض المنابر الإعلامية الوطنية ومواقع التواصل الاجتماعي تناقلت أخبارا مفادها تلقي شركات النقل الطرقي بواسطة الحافلات التي تنطلق من جنوب المملكة تعليمات بالإمتناع عن بيع تذاكر السفر لبعض الأشخاص الأجانب، إلا بعد إدلائهم ببطاقة إقامتهم بالمغرب، أو تصريح بذلك، مضيفة أن المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب لا تفهم مصوغاته ومبررات إصداره.

وشددت عائشة لبلق في سؤالها الكتابي، على أن هذا القرار “يعتبر في نظر المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، إذا ما صحت الأخبار التي تحدثت عنه، قرارا مبنيا على الميز العنصري، ولا يمت بصلة لدستور المملكة الذي ينص في ديباجته على التزام المملكة بحظر ومكافحة أي تمييز ضد أي شخص بسبب الجنس أو اللون أوالمعتقدات أوالثقافة أوالأصل الاجتماعي أوالإقليمي أو اللغة أو الإعاقة أو أي ظرف شخصي”.

رئيسة المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب، ساءلت الوزير الوصي على القطاع، عبد القادر اعمارة، عن الدواعي والخلفيات التي كانت وراء اتخاذ هذا القرار الذي وصفته بـ “المستفز لمشاعرنا كمغاربة، متشبثين بالبعد الكوني لثقافتنا الوطنية، ومؤمنين بقيم الانفتاح والتعاون بين الشعوب، ونسعى من أجل ترسيخ صورة بلدنا كأرض للسلام والمحبة والإخاء وحسن الضيافة”، كما استفسرته عن التدابير الاستعجالية التي سيتخذها من أجل إلغائه.

وعبرت المتحدثة عن استيائها من هذا القرار، بالقول: “الغريب في هذا القرار أيضا، وفق ما بلغنا من معلومات، هو أنه يهم فقط إخواننا الأفارقة الذين قادتهم ظروفهم إلى الاستقرار ببلدنا، وهو أمر يناقض تماما سياسة الهجرة التي رسم معالمها الملك محمد السادس والتي تنهجها بلادنا منذ سنوات”.