دخَل إلى المستشفى إثر تعرضه لعضة كلب ضال على مستوى ساقه، فخرج منه بعاهتين اثنتين.. هكذا انقلبت على نحو فجائي حياة الشاب عمر الذهابي (34 سنة) رأسا على عقب.
تفاصيل قصة عمر المأساوية، تعود إلى تاريخ 26 دجنبر من العام الفائت، وتدور فصولها داخل مستشفى الرازي بمراكش، بعد أن تم نقله إلى مستعجلات هذا الأخير ومنه إلى قسم الأمراض التعفنية، فور تعرضه لهجوم من طرف كلب في الشارع العام بعاصمة النخيل، أسفر عن إصابته بجروح خطيرة، وتسبب له في تعفّن ميكروبي، انتقل من ساقه إلى دماغه، ما أفضى إلى فقدانه البصر. وهو النبأ المفجع الذي كان لنزوله وقع الصاعقة على أفراد عائلة الذهابي، سيما وأن الطبيبة المُعالجة المتتبعة لحالته حسمت استحالة استعادته نور عينيه. تحكي حنان، شقيقة عمر، لموقع “الأول”.
لكن الأمور ستأخذ منعطفا غير متوقع تماما، مع مطلع شهر يناير من السنة الجارية؛ إذ ستتلقى حنان اتصالا هاتفيا من لدن إدارة مسشفى الرازي، يستعجلها مخاطبها القدوم إلى حيث يخضع شقيقها للعلاج بقسم الأمراض التعنفية، مع إحضار عقار طبي. وهو ما استجابت له المعنية بالأمر، غير أن صدمتها كانت قوية عندما اكتشفت لدى وصولها أن الإدارة استدرجتها، فشقيقها لم يكن بحاجة إلى أي دواء، بل سقط داخل مبنى المؤسسة الصحية وتعرّض لإصابة على مستوى رأسه إضافة إلى كسور على مستوى اليد والورك والساق، دفعت عائلة تكاليف اقتناء مستلزمات العمليات الجراحية التي أجريت له، بالرغم من أن الحادث وقع داخل أروقة المستشفى.
“شرينا 5000 درهم ديال الحديد، وحتى الفاصمة خلصناها من جيبنا”، تقول حنان، في حديثها مع “الأول”، مؤكدة أن مدير مستشفى الرازي لم يلقِ بالا لمناشدات العائلة مساعدتها في هذه المحنة، بل وامتنع عن الاستماع إلى شكواها وهي التي تعاني قلة ذات اليد. “تعامل معي بحال شي نكرة، مع العلم الواقعة طرات عندو فالصبيطار”، تضيف المتحدثة بنبرة متحسرة، مبرزة أن إدارة المستشفى المذكورة أخطرتها بتاريخ 09 فبراير الجاري، بإخراج أخيها وإن لم تفعل ستجده على قارعة الطريق.
“إلى أين سأذهب به وهو صار عاجزا عن الحركة ولا يوجد من يُعيله ويتكفل به؟” ثم “كيف سقط أخي داخل المستشفى أصلا؟” تتساءل حنان، مطالبة وزارة الصحة بفتح تحقيق عاجل وشفاف في هذه النازلة مع ترتيب الجزاءات اللازمة إذا ثبت وجود تقصير أو إهمال طبي.
إلى ذلك، دخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع المنارة مراكش، على خط هذه القضية، من خلال توجيه مراسلة إلى كل من المدير العام للمركز الاستشفائي محمد السادس بمراكش، تطالبه فيها بتمكين المريض عمر الذهابي من حقه في العلاج والرعاية الصحية، وتمكينه دون تأخير من إجراء عملية جراحية.
وشددت الجمعية على وجوب فتح تحقيق في ملابسات الحادثة التي أدت إلى تعرض المعني بالأمر لعدة كسور، مشيرة إلى أن العهد الدولي الخاص بالحقوق الإقتصادية والاجتماعية ينص على أن لكل فرد الحق في العلاج، وفي الحصول على مستوى معين من الصحة والرعاية.
وقد تم التأكيد على هذا الحق، يورد حقوقيو مراكش، في معاهدات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية، وفي الدساتير الوطنية لجميع الدول وضمنها الدستور المغربي الذي ينص في مادته الـ31، على أن “تعمل الدولة ومؤسسات العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير استفاذة المواطنات والمواطنين على قدم المساواة من الحق في العلاج والرعاية الصحية”.
التعليقات على “فضيحة”.. قصة مأساوية لشاب دخل إلى مستشفى “الرازي” بمراكش إثر عضة كلب فخرج فاقدا للبصر عاجزا عن الحركة مغلقة
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…