لحسن السعدي: التكوين المهني رافعة أساسية للتنمية بقطاع الصناعة التقليدية ونسبة الادماج المهني تفوق 85 في المائة

أوضح لحسن السعدي كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية خلال رده على الأسئلة الشفوية بمجلس النواب أن منظومة التكوين المهني رافعة أساسية للتنمية بقطاع الصناعة التقليدية، حيث توفر تكوينا أوليا للشباب من خلال مؤسسات التكوين المهني التي تضم 67 مؤسسة، منها 22 معهدا متخصصا في فنون الصناعة التقليدية و45 مركزا للتأهيل المهني في فنون الصناعة التقليدية، بطاقة استيعابية تبلغ 30.000 مقعدا بيداغوجيا.

وأفاد المسؤول الحكومي أنه بالإضافة إلى أزيد من 100 ملحقة، وذلك عبر مسارات للتكوين مؤهلة ومخولة للشهادات في 60 حرفة من حرف الصناعة التقليدية الفنية والإنتاجية والخدماتية، كما تتيح هذه المنظومة أيضا فرصًا كبيرة للإدماج المهني خصوصا عبر التكوين بالتدرج المهني الذي يعتبر النمط الأكثر ملاءمة لنقل المعارف والممارسات المهنية، علما بأن نسبة الادماج المهني للشباب خريجي مؤسسات التكوين المهني تفوق 85%.

وتابع السعدي أن كتابة الدولة تعمل على اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات لتشجيع التكوين المهني والتكوين بالتدرج والمحافظة على المهن المهددة بالانقراض وذلك عبر تنويع عروض التكوين، واستهداف حرف واعدة للتكوين في صنفي الصناعة التقليدية الإنتاجية والخدماتية؛ وإحداث وتوسيع مجموعة من المؤسسات على الصعيد الوطني، وكذا إعداد وتحيين مرجعيات التكوين مع إحداث شعب جديدة وتشجيع وتطوير الحس المقاولاتي للمتدربين من خلال إدراج وحدات التكوين في مجالات خلق التعاونيات والمقاولات الصغرى.

وأضاف السعدي كذلك أنه يتم تحسين جاذبية التكوين الأولي في حرف الصناعة التقليدية، حيث تم تحقيق حصيلة إيجابية وذلك بتكوين 48.325 من الشباب ما بين فترة 2022 و2024، منهم %18 داخل مؤسسات التكوين، و82% عبر التدرج المهني؛ والتصديق على مكتسبات التجربة المهنية باستهداف 1641 صانعة وصانع تقليدي، من بينهم 1019 توجوا بشهادات تثبت توفرهم على الكفاءات المهنية المطابقة لمزاولة الحرفة، بشـراكة مع قطاع التكوين المهني وغرف الصناعة التقليدية.

أما فيما يخص المحافظة على الحرف المهددة بالاندثار فقد أوضح السعدي أن كتابة الدولة تمكنت من وضع منظومة رقمية تهدف إلى تدوين المعارف والتقنيات ونقلها عبر الأجيال، وقد ساعد هذا البرنامج على توثيق وتوصيف 32 حرفة للصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية، شملت ميادين الخشب والجلد والطين والنسيج والمعادن من بينها حرف مرتبطة بالمعمار التقليدي، كما تم وضع منظومة تكوينية ملائمة مدعومة بمنصة إلكترونية تسمى ب “المعلم”.

كما أن الشراكة المتينة التي تجمع بين الوزارة ومنظمة اليونسكو في هذا الإطار، مكنت من وضع مقاربة تهدف إلى تحديد وتصنيف الصناع التقليديين حاملي المعارف والمهارات المرتبطة بحرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض ك “كنوز حرفية مغربية” وتشجيعهم على نقل معارفهم ومهاراتهم إلى الشباب الناشئ من أجل ضمان استدامة هذه الحرف.