استقبل المئات من المواطنين في سوريا ليل الثلاثاء الأربعاء العام الجديد باحتفالات في ساحة الأمويين بدمشق، على وقع المفرقعات وأغاني الثورة، وكلهم أمل في أن يحمل أول عام، يشهدونه منذ خمسة عقود من دون حكم آل الأسد، معه غدا أفضل.

وعند حلول منتصف الليل، كان بالإمكان سماع دويّ الأعيرة النارية في الهواء فوق جبل قاسيون المشرف على دمشق فيما أضاءت المفرقعات والألعاب النارية سماء العاصمة السورية.

 

وقالت ليان الحجازي (22 عاما) وهي طالبة هندسة زراعية لدى تواجدها في ساحة الأمويين: “لم نكن نتوقع أن تحصل مثل هكذا معجزة. اليوم رجعت البسمة إلى وجوه السوريين”.

 

وأضافت: “نحن نثق بقائدنا أحمد الشرع”، قائد الإدارة الجديدة في البلاد. وتابعت: “لقد تمكنّا من أن نحصل على حقوقنا. الآن، صار بإمكاننا أن نتكلم. منذ ثلاثة أسابيع وأنا أنفّس عن غضبي والليلة نفّست عن غضبي. لقد أخرجتُ كل ما كان مكتوما بداخلي منذ 14 عاما”.

وفي شوارع دمشق حيث أقيمت احتفالات في أجواء ودية، سيّر عناصر من قوات الأمن بالزي العسكري دوريات، حاملين بنادقهم على أكتافهم، وقد لوّح بعضهم بعلم الثورة.

 

وفي ساحة الأمويين، كانت الأعلام الثورية بألوانها الأبيض والأسود والأخضر ونجومها الحمراء، ترفرف في كل مكان، وخصوصا من السيارات التي واصلت التوافد على وسط العاصمة رغم الازدحام المروري.

 

وقبل شهر واحد فقط، لم يكن من الممكن تصوّر رؤية هذا العلم يرفرف في قلب العاصمة الذي كانت تسيطر عليه قوات الأسد بقبضة من حديد.

 

وخلّفت سنوات الحرب الأهلية الـ13 في سوريا أكثر من نصف مليون قتيل وقسّمت البلاد إلى مناطق نفوذ سيطرت عليها أطراف متحاربة مختلفة ذات مصالح متباينة.

 

وما زالت عائلات كثيرة تنتظر أخبارا عن أحباء مفقودين لم يعثر عليهم حتى الآن، فيما يشكل مصير عشرات آلاف السجناء والمفقودين أحد أكثر التركات المروعة لحكم الأسد حين كانت تقمع كل أشكال المعارضة وتكمم الحريات العامة.

 

وبالمناسبة أيضا، قالت مصممة الأزياء إيمان زيدان (46 عاما): “لقد بدأنا السنة بأمل واطمئنان. أنا متفائلة وواثقة بهذه الحكومة الجديدة. مهما حصل سيكون أفضل من قبل”. مضيفة: “في السابق، كانت لدينا مظاهرات لكن ليس بهذا الشكل. الفرحة فرحتان، أن تفرح للسنة الجديدة من كل قلبك وأن تكون مليئا بالأمل هذه المرة”.

 

كما ترددت في ساحة الأمويين أغنية “ارفع راسك فوق، أنت سوري حر” التي باتت أشبه بالأغنية الرسمية للثورة.

 

كذلك، قال قاسم القاسم، وهو سائق سيارة أجرة يبلغ 34 عاما: “في كل عام، كنّا نكبر عشر سنوات”، في إشارة إلى الظروف المعيشية الصعبة في بلد يعاني انهيارا اقتصاديا. مضيفا: “لكن مع سقوط النظام تبدّدت كل مخاوفنا. الآن لدي الكثير من الأمل. كل ما نريده الآن هو السلام”.

 

من جانبه، قال هافان محمد، وهو طالب كردي من القامشلي (شمال شرق) جاء إلى دمشق لمتابعة دراسته في الصيدلة: “أتمنى أن تكون سوريا بعيدة عن الطائفية، تعددية، للكل، بدون استثناء”.

(أ ف ب)

التعليقات على سوريا.. احتفالات في دمشق بحلول أول عام من دون حكم آل الأسد منذ خمسة عقود مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

وسيط المملكة يحذر من اختلالات تهدد سير الصفقات العمومية

سلط تقرير لمؤسسة وسيط المملكة الضوء على مجموعة من الاختلالات الخطيرة التي تؤثر على مسار ال…