وصفت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الولاياة المتحدة الأمريكية، بـ “بلد السياسات العنصرية”،عقب تداعيات الأزمة الاحتجاجية التي اجتاحتها بسبب الحادث المؤلم الذي راح ضحيته المواطن الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد على يد أحد عناصر الشرطة.
واعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في بيان لها توصل “الأول” بنسخة منه أن “الولايات المتحدة الامريكية التي طالما ادعت ريادة العالم الحر، قد فضحت النضالات التي تلت مقتل جورج فلويد والقمع الذي وجهت به، أنها بلد السياسات العنصرية وانتهاك حقوق الانسان بما فيها الحق في التظاهر وحرية الرأي والتعبير، ويدعوها إلى التقيد بكافة التزاماتها الحقوقية المنصوص عليها في الشرعة الدولية لحقوق الانسان، التي لا يعفيها منها انسحابها منذ سنة 2018 من مجلس حقوق الانسان بجنيف”.
وأكدت الجمعية على “مشروعية مطالب المحتجين بمحاكمة رجال الشرطة الأربعة، ووقف كل أشكال العنف والقتل من طرف أجهزة الأمن ضد المواطنين والمواطنات في الولايات المتحدة الأمريكية، واقرار مساواة حقيقية بين الجميع ووقف كل أشكال التمييز بسبب اللون والأصل والانتماء الاجتماعي، وجعل حد لسياسة الإفلات الممنهج من العقاب في جرائم العنف والقتل ضد المواطنين المنتمين للأقليات، المرتكبة من طرف الأجهزة الأمنية”.
كما شددت الجمعية على ضرورة وقف الاستعمال المفرط للقوة ورفع حظر التجوال ووقف الاعتقالات، وإطلاق سراح كل من اعتقل بسبب فضح الجريمة العنصرية أو الاحتجاج ضدها، والاستجابة لمطالب المتظاهرين العادلة والمشروعة، متمثلة في اقرار العدالة ومحاسبة كل فعل خارج القانون ومنتهك للحقوق، ونبذ العنصرية والكراهية في التشريع والممارسة، إعمالا لمبدأ المساواة، دون تمييز او تحفظات، بين كل مكونات الشعب الامريكي، ووقف نزيف التفاوت الاجتماعي، واحترام حق الأميركيين في التظاهر والاحتجاج السلميين، وضمان حقوقهم في الأمن وفي السلامة البدنية والكرامة الإنسانية”.
وتعرف الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجات واسعة على خلفية “الجريمة العنصرية” التي ذهب ضحيتها المواطن الأميركي من أصول إفريقية جورج فلويد (46 عاماً)، لفظ أنفاسه الأخيرة بمدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الامريكية يوم الاثنين 25 ماي الفارط، بطريقة بشعة، بعد أن وضع ضابط شرطة ركبته على عنقه بقوة لأكثر من 7 دقائق، رغم توسلاته المتكررة “من فضلك لا أستطيع التنفس” ومطالب المارة بوقف ذلك الفعل الشنيع، وقد ألقي القبض لاحقاً على الضابط، الذي يواجه بتهمة قتل من الدرجة الثالثة بعد اندلاع المظاهرات وتحت ضغط الشارع.
وقد عمت الاحتجاجات العديد من المدن داخل الولايات المتحدة الامريكية وخارجها كرد فعل على “تنامي العنصرية ضد السود والملونين، وتزايد جرائم القتل من طرف الشرطة الأمريكية وسطهم”، و”احتداد التفاوت الاجتماعي المنتهك لحقوقهم”، وقد تحولت الاحتجاجات السلمية إلى مظاهرات غاضبة.