لا يزال الرأي العام الوطني ينتظر أن تخرج النيابة العامة ببلاغ تكشف فيه عن تفاصيل المعطيات المتعلقة بالحادث الغامض الذي تعرض له عبد الوهاب بلفقيه، بعد إصابته بطلق ناري فارق بعده الحياة بالمستشفى العسكري بكلميم؛ وفي عزّ موسم الانتخابات والصراعات حول المجالس المحلية ومكاتب الجهات، وكل العوامل المرتبطة بالسياق الحالي جعلت من خبر موت بلفقيه حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تعدد الروايات، التي تتأرجح بين فرضية “الانتحار” و”القتل العمد” لكن تلتقي كلها في أنها وفاة سياسية.
الصمت الرسمي فسح المجال لانتعاش الروايات التي تناسلت حول وفاة سياسي نافد ورجل من الرجال الأقوياء والأثرياء في الجنوب، بل إن بلفقيه كان يفرض في وقت سابق إيقاعه على جميع الفرقاء السياسيين، في جهة كلميم وادنون، كان ورقة الاتحاد الاشتراكي السحرية لحصد المقاعد في الانتخابات، قبل أن يلتحق بالأصالة والمعاصرة.
هذا الحادث لم يأت معزولاً في سياق الزمني لتسلسل الأحداث فقبل أيام، راسل عبد اللطيف وهبي، وزير الداخلية معلناً سحبه التزكية من بلفقيه الذي كان مرشحاً فوق العادة لرئاسة الجهة، وكان وهبي اتخذ قراراً بتسليم رئاسة الجهة للأحرار في إطار التحالف الثلاثي بين “الجرار” و”الحمامة” و”الميزان”، لكن بلفقيه لم يوافق، وبالتالي سُحب منه الترشيح، ما اعتبره (بلفقيه) “غدراً” من طرف الأمين العام لـ”البام” في حقه.
بعدها أصدر بلفقيه رسالة مكتوبة بخط اليدّ يُعلن فيها اعتزاله السياسة، كردّ فعل على”غدر” وهبي له، وقال بلفقيه في رسالته إنه سيكشف عن الأسباب التي دفعته لذلك للرأي العام، لكن الرجل رحل ورحلت معه أسبابه بعد أيام قليلة.
المصادر كشفت أن بلفقيه قرّر أن يسلم قوته الانتخابية داخل المجلس إلى مرشح الاتحاد الاشتراكي محمد أبودرار، ليظلّ في السباق ضد امباركة بوعيدة مرشحة الأحرار، في نوع من التمردّ على الوضع الذي فرضه عليه وهبي بعد أن سحب منه الغطاء السياسي للجرار، وأصبح بلفقيه يعيش عزلة سياسية.
ذات المصادر أكدت أنه في إطار الصراع من أجل استقطاب أصوات أعضاء مجلس الجهة بين الفريقين المنافسين، هناك من بين من رشحهم بلفقيه وساعدهم مادياً ومعنوياً انقلبوا إلى الضفة الأخرى بشكل جعله يدخل في حالة نفسية وعزلة، أحس خلالها بأنه يفقد كل شيء بعد أن كان الرجل القوي في الجهة، وانعزل في منزله بأيت علا بسيدي إفني قبل أن تصل أنباء أنه أصيب بطلق ناري ونقل في حالة حرجة إلى المستشفى العسمكري بكلميم.
وتابعت المصادر، بلفقيه لم يخف ألمه للمقربين منه بل إنه صرح بذلك لمسؤولين حزبيين، ولكن لا أحد من هؤلاء حاول التوسط وإيجاد حلّ.
مطرقة أخرى كانت تطرق على رأس المرحوم بلفقيه هي محاكمته رفقة بعض أفراد من عائلته في ملفات لها علاقة بـ”الفساد” وكان من المتوقع أن تجري جلسة محاكمته غداً الأربعاء، ربما كل هذه العوامل ترجح فرضية الانتحار التي روجها العديدون على نطاق واسع.
وبينما الجميع مشغول بوفاة بلفقيه، ومحاولة فهم ما جرى، استغرب المتتبعون، كيف لم يتم توقيف دورة انتخاب رئيس جهة كلميم وادنون، بينما أحد أعضائه البارزين وأحد المنافسين الأقوياء على رئاسته توفي في هذه الظروف الغامضة؟، وكيف استمرّ الاجتماع بشكل عادي وانتخبت رئيسة جديدة للجهة ولم يتم تأجيله حتى يظهر التحقيق الحقيقة كاملة؟
انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات
أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …