لا أحد يختلف على أن الوضع الاجتماعي في البلاد يعرف احتقاناً غير مسبوق، في ظل تنامي الحركات الاحتجاجية المطلبية في عدد من القطاعات الأساسية مثل قطاع التعليم والصحة.

وتنذر كل المعطيات بدخول اجتماعي وسياسي “ساخن”، كما تتوعد مختلف التنسيقيات المطلبية بالخروج إلى الشارع ورفع سقف “نضالها”، كل هذا بالموازاة مع التعديل الحكومي المنتظر  الذي طالب به الملك رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وجعل السياسيين والمسؤولين الحكوميين يضعون أيديهم على قلوبهم في انتظاره.

وللإقتراب من موضوع الدخول الاجتماعي الحالي، حاور “الأول” محمد الحطاطي عضو المكتب التنفيدي للمركزية النقابية الكونفدرالية الديمقاراطية للشغل، وكانت أجوبته كالتالي:

 

*الوضع الاجتماعي محتقن، فكيف تعدون للدخول السياسي والنقابي، وماهو برنامج عملكم؟

  • اعتقد أن الدخول الاجتماعي الحالي سيكون ساخنا جدا فالكونفدرالية الديمقراطية للشغل و انطلاقا من هويتها الكفاحية والنضالية وإصرارها على مواجهة كل مخططات التفتيت وضرب الخدمة العمومية والحريات النقابية، اشتغل مناضلوها خلال العطلة الصيفية في حملة لجمع التوقيعات ضد القانون المشؤوم لتنظيم الاضراب وعُقدت جامعة صيفية للشباب خلال هدا الصيف كانت محطة ايضا للتظاهر والتنديد بمحاولة تكبيل الحرية النقابية وعقد المكتب التنفيذي أولى اجتماعاته بطنجة يوم 27 غشت توجه بالبلاغ التاريخي لطنجة وأعلن فيه عن خارطة الطريق ومنها انطلاق كل الاتحادات المحلية في الاشتغال بداية من 8 شتنبر والاستعداد لكل المعارك القادمة التي سيقررها المجلس الوطني أمام إصرار الحكومة على تنزيل مخططاتها الانتقامية وبشكل انفرادي بعيدا عن طاولة الحوار الاجتماعي.

*هناك نضالات فئوية تجاوزت المركزيات النقابية، وأصبحت تحقق اختراقا في المشهد النضالي والاحتجاجي بالمغرب، كيف تقيمون هاته المسارات؟

  • أعتقد أن النضالات الفئوية أول ما انطلقت في التسعينات كانت بغية تمييع وضرب العمل النقابي وأصبح اليوم لها وقع وتأثير كبير ولكن في اعتقادي تأثير محدود لأنه ينصب على معالجة ملفات مطلبية محدودة . نحن داخل الكونفدرالية ورغم كل التقييمات فإننا ندعم ونساند هاته النضالات ميدانيا و بإمكانياتنا المعروفة. مناضلونا يتواجدون دوما للتعبير عن موقفنا الثابت، وبالتالي فإن كل النضالات التي تواجه مخططات التصفية هي نضالاتنا أيضا.

*في ظل غياب كلمة واحدة لدى كل المركزيات النقابية هل تعتقدون أنه لازال هناك أمل في النضال النقابي وقدرته على تحقيق نتائج على أرض الواقع؟

  • بادرنا ككونفدرالية من أجل وحدة الصف النقابي وتوجت كل محاولاتنا بإعلان التنسيق الرباعي المعروف وخضنا عددا من المعارك. كانت الكونفدرالية خلالها هي الحاضر القوي والأكبر ولكن هذا التنسيق لم يستمر طويلا نظرا لأجندات البعض، لكننا اليوم مع بعض حلفاءنا بصدد تشكيل الجبهة الاجتماعية كإطار موحد لعدد من الإطارات المناضلة من أجل الدفاع عن المرفق العام والخدمة العمومية، أما بالنسبة لضرورة وجدوى النضال النقابي فأعتقد أن النضال الحقيقي المنبعث من إرادات حقيقية وصادقة سيستمر ما استمر القمع و”الحكرة” والتضييق، نعلم أننا في زمن التراجعات نعم، ولكن لدى مناضلينا ما يكفي من الطاقة والقدرة على الاستمرار في طريق النضال والمواجهة.
التعليقات على الحطاطي القيادي في “الكدش”: نعلم أننا في زمن التراجعات ولكن لدى مناضلينا ما يكفي من الطاقة للاستمرار في طريق النضال والمواجهة مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بعد مرور ثلاث أسابيع.. الغموض يلفّ القيادة الجديدة لحزب الاستقلال

بعد مرور ثلاثة أسابيع كاملةً على المؤتمر الوطني لحزب الاستقلال وتجديد الثقة في نزار بركة أ…