مرصد حقوقي أوروبي: احتجاجات طلبة كليات الطب لا تستوجب إصدار قرارات تعسفية وتوقيف “البروفيسورات” قرار انتقامي

دخل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على خط أزمة طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، مؤكدا أن “الاحتجاجات التي نظّمها الطلبة داخل المغرب وما رافقها من انضمام لأكاديميين وحقوقيين حق طبيعي لا يستوجب استخدام العنف، أو إصدار قرارات تعسفية تنتهك حقوق الطلبة في مواصلة تعليمهم”.

وعبر المرصد الأورومتوسطي في بيان له، عن قلقه حيال ما وصفها بـ”الإجراءات التعسفية غير المبررة من السلطات” التي تخللت احتجاجات طلبة كليات الطب في المغرب، مشددا على ضرورة احترام السلطات المغربية للحقوق المكفولة للطلبة والعاملين في القطاع التعليمي وتمكينهم من ممارسة حقوقهم دون أي تبعات قد تهدد إكمال مسيرتهم التعليمية.

المرصد الأورومتوسطي الذي يوجد مقره بجنيف، انتقد أيضا قرار وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي  الذي قضى بتوقيف ثلاثة أساتذة أطباء عن العمل، هم: سعيد أمال، وإسماعيل رموز، وأحمد بلحوس، مع تجميد أجورهم الشهرية، وإحالتهم على المجلس التأديبي، معتبرا هذا الإجراء “عقابي وانتقامي، كنوع من الرد على مواقف الأساتذة المعنيين، ومساندتهم المعلنة للطلاب الذين قرروا مقاطعة الامتحانات احتجاجا على عدم تجاوب وزارتي التعليم والصحة مع مطالبهم”.

ولم يفت المركز الحقوقي ذاته التشديد على “وجوب التزام الحكومة المغربية بحرية الرأي والتعبير والعمل على إيجاد حلول جادة ومعقولة ترمي لتحصين الجامعة العمومية أمام تغول القطاع الخاص”.

وعقب إصدار المجالس التأديبية لكليات الطب قراراتها مؤخرا بتبرئة أساتذة الطب الموقوفين، دعا “الأورومتوسطي” السلطات المغربية إلى “ضرورة إعادة الأكاديميين الثلاثة إلى عملهم بشكل سريع دون اشتراطات، لا سيما وأن قرار توقيفهم مخالف لأبسط الحقوق التي كفلها الدستور المغربي والمواثيق الدولية التي أكدت على حق التجمع السلمي وإبداء الآراء وتنظيم الاحتجاجات السلمية التي تهدف لتغيير أو إيقاف أي قرار من شأنه أن يمس أي حق من الحقوق التي كفلها القانون”، كما دعا الوزارات المختصة إلى “ضرورة التراجع عن قراراتها الأخيرة الخاصة بكلية الطب لا سيما وأن تلك القرارات تحرم آلاف الطلبة من إكمال تعليمهم في تلك الكلية”.

ومعلوم أن “أطباء المستقبل” يخوضون منذ شهر فبراير المنصرم، احتجاجات غير مسبوقة بلغت حد مقاطعة امتحانات نهاية السنة، احتجاجا على عدم استجابة وزارتي التعليم العالي والصحة لملفهم المطلبي الذي يتضمن رفضهم البات لما يسمونها “خوصصة قطاع التكوين الطبي بالمغرب”، وكذا مطالبتهم بتحسين شروط وظروف الدراسة والتدريب داخل المستشفيات الجامعية.