بعد مرور حوالي أربعة أشهر على إطلاقه، سجل عدد من المواطنين ممن حمّلوا تطبيق “وقايتنا” للإشعار باحتمال القرب من شخص حامل لفيروس “كورونا” المستجد، تعذر اشتغاله على النحو الذي سُوق له، لأسباب غامضة.
التطبيق الذي فجر إبان إطلاقه جدلا واسعا ومخاوف من عدم احترامه المعطيات ذات الطابع الشخصي لمستعمليه، من المفترض أن يساعد في الإشعار والتكفل السريع بالأشخاص الذين تعرضوا لمخالطة أفراد تأكدت إصابتهم بالفيروس التاجي، وتعزيز الجهود المتواصلة للحد من تنقل الفيروس خاصة مع رفع الحجر الصحي بالمملكة؛ لكن علامة استفهام كبيرة أصبحت تحاط بشأن الجدوى من طرحه، إذا كان لا يلبي الغاية التي من أجلها أُحدث.
فعالية مع وقف التنفيذ
وفاء، وهي من مستعملات “وقايتنا” وتقطن بمدينة مراكش، قالت في شهادة محيرة لموقع “الأول”، إنه منذ تحميلها التطبيق شهر يونيو الفائت، لم يسبق أن تلقت أي إشعار يخبرها باحتمال انتقال عدوى “كوفيد 19” إليها، مع العلم أن زميلا لها في العمل يستعمل بدوره هذا التطبيق، كشفت التحاليل المخبرية التي خضع لها قبل شهر مرضه بـ”كوفيد 19″، مؤكدة أنها لم تتوقف يوما عن استعمال التطبيق المذكور، بل وتتصفحه يوميا لمعرفة مستجدات الوضع الوبائي بالمملكة.
وفي شهادة أخرى لا تقل إثارة عن سابقتها، أفاد محمد، بأنه حينما علم بإصابة جارته بـ”كورونا”، تفقّد التطبيق الذي فعّله بمجرد طرحه من قبل وزارة الصحة، فلم يجد ما يحيل على أنه قد يكون من مخالطي جارته التي قامت بدورها بتنزيل “وقايتنا” على هاتفها الذكي، ولا يبعد بينهما سوى مترين فقط، مشيرا إلى أنهما يستعملان عددا من الفضاءات المشتركة بالعمارة السكنية التي يقطنانها بمدينة الدار البيضاء، من بينها السلالم ومفاتيح الضوء، ما يعني، بحسبه، أن احتمال تعرضه للعدوى دون إشعاره بذلك وارد جدا.
محمد، وهو صاحب مقاولة خاصة، أبدى استغرابا كبيرا في حديثه لـ”الأول”، من عدم تلقيه أي اتصال أو رسالة نصية من وزارة الصحة، توجهه كيف سيتعامل مع الوضع وما هي الإجراءات التي يتعين عليه التقيد بها، عقب تأكد إصابة جارته، لافتا إلى أن زوجته أيضا تشاركه نفس التجربة بكافة تفاصيلها.
هل تتكتم وزارة الصحة عن وجود عطل في “وقايتنا”؟
وعلاوة على هاتين الشهادتين اللتين استقيناهما من المواطنين المذكورين اللذين أدخلا “وقايتنا” ضمن عاداتهم اليومية لتفادي الإصابة بالفيروس، تجدّد في بعض الأوساط الحقوقية نقاش مدى نجاعة التطبيق في التكفل السريع بالمصابين والحد من تفشي “كورونا”، خاصة وأن المملكة تسجل في الآونة الأخيرة أرقاما قياسية مفزعة فيما يتعلق بعدد المصابين والمتوفين بهذا الفيروس.
وبالرغم من إدراكها أن الاستئناف التدريجي للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، سيؤدي إلى تزايد الاختلاط بوتيرة كبيرة، يلاحظ أنه منذ 25 يونيو الفارط، ثلاث أسابيع فقط على طرح “وقايتنا”، أحجمت وزارة الصحة عن موافاة الرأي العام بالمعطيات المتعلقة بمستوى تبني التطبيق على الصعيد الوطني، في حين كانت الإحصائيات المسجلة حينها تشير إلى تجاوزه عتبة مليوني تحميل.
إلى ذلك، يبدو أن وزارة خالد آيت طالب لم تعد تتوفر على أي معطيات محينة بهذا الخصوص، إذ تواصل “الأول” مع أحد مسؤوليها فوجهنا إلى وزارة الداخلية. هذه الأخيرة ردت من جهتها أن علاقتها بتطبيق “وقايتنا” انتهت في مرحلة إعداده وتطويره في إطار الشراكة التي جمعتهما، مبرزة أن الجهة المخول لها ذلك هي وزارة الصحة.
وأعدنا في محاولات متكررة، التواصل مع وزارة الصحة، من خلال مديريتها المعنية بهذا الموضوع، غير أن رقم مسؤولها ظل يرن بدون مجيب.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…