أظهرت التشكيلة الحكومية التي ترأس الملك محمد السادس مراسم تنصيب أعضائها رسميا أمس الخميس، حصول حزب الاستقلال، الذي حلّ ثالثا في استحقاقات 8 شتنبر، على أربع حقائب وزارية فقط من أصل 24.
وفي الوقت الذي آلت فيه سبع وزارات لحزب التجمع الوطني للأحرار، متصدر نتائج الانتخابات، وسبع مماثلة لحزب الأصالة والمعاصرة ؛ تَفوَّق عدديا الوزراء غير المنتمين سياسيا على حزب الاستقلال بحصولهم مجتمعين على ست وزارات.
نصيب حزب علال الفاسي من “كعكة” المناصب الحكومية، لم يرق إلى مستوى ما كانت تطمح إليه أطر الحزب ودهاقنته، سيما تلك التي دافعت بقوة عن توديع صفوف المعارضة والالتحاق بحكومة عزيز أخنوش، لذلك ساد استياء بالغ أوساطها قبل أن تتسع دائرة الغضب وتنتقل إلى طيف واسع من أعضاء المجلس الوطني ممن باتوا يرددون أن نزار بركة لم يفاوض على نحو أمثل ليضمن تموقعا جيدا لـ”الميزان” على خارطة السلطة التنفيذية.
نزار بركة، الذي ضرب جدارا من الصمت على تفاصيل مفاوضات الاستوزار وحفّها بسرية تامة؛ أصبح يواجه اليوم ضغطا متزايدا وانتقادات من كل حدب وصوب، فحتى الأسماء التي استوزرت باسم الاستقلال لا تربطها علاقة قوية بالتنظيم، كما هو الحال بالنسبة لعواطف حيار التي عينت وزيرة للتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، بدل خديجة الزومي، رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية، التي احتجت بقوة ضد استبعادها وأبلغت غضبها إلى بركة وباقي أعضاء اللجنة التنفيذية.
بالنسبة إلى المحلل السياسي، محمد شقير، فهذا الغضب السائد داخل الحزب ليس سوى تعبيرا عن فشل طموح شخصي في الاستوزار مغلفا بالغيرة على الحزب ومكانته التاريخية.
وقال شقير في قراءته لهذه المعطيات، ضمن تصريح لموقع “الأول”، إنه كان أمام حزب الاستقلال الظفر بأكثر من أربع وزارات بالنظر إلى طبيعة الكفاءات التي يزخر بها والتي لدى أغلبها دراية واسعة بتحديات المرحلة ورهاناتها، لكن، يستدرك المتحدث: “الاستوزار هو جزء من كل، في إطار عملية مقيدة بطبيعة التفاهمات التي حصلت على مستوى الأغلبية الحكومية”، وتابع موضحا: “يبدو أن التفاوضات انتهت إلى منح حزب الاستقلال أربع حقائب وزارية إضافة إلى رئاسة مجلس المستشارين كنوع من الترضية”.
وأكد شقير أن “رغبة القصر الملكي والتوجه الذي سلكه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في تقليص عدد الحقائب الوزارية بهدف تشكيل حكومة قوية ومنسجمة مع تعزيز وزارات السيادة، لم يكن ذلك كله في صالح حزب الاستقلال ولم يترك أمامه أي هامش للمناورة”.
ويرى الباحث في العلوم السياسية، أن تعبير كوادر الاستقلال عن السخط “ظرفي” فقط، ستتقلص حدته مع توالي الأيام، مستبعدا انعكاس ذلك بشكل سلبي على مرحلة منح البرلمان ثقته للحكومة. شقير أكد أن نزار بركة أمام اختبار إخماد هذا الغضب، والذي لن يخرج، بحسبه، عن ترضية الأصوات المنتقدة بمناصب دبلوماسية أو في مؤسسات عمومية وغيرها.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…