أكد النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، عمر بلافريج، تشبثه بقرار عدم خوض غمار الاستحقاقات الانتخابية المرتقب إجراؤها هذا العام، واعتزاله العمل السياسي، مؤقتا، مبرزا أنه كان طيلة هذه الولاية التشريعية “إصلاحيا” وليس “معارضا”.
وفضّل بلافريج في شريط فيديو بثّه، اليوم الجمعة، على حسابه الرسمي بـ”فيسبوك”، عدم إماطة اللثام عن تفاصيل خطوته هاته التي قوبلت باستياء واسع في صفوف أعضاء من حزبه وأيضا طيف واسع من المتتبعين الذين يعتبرون أنه شكل طيلة ولايته البرلمانية نقطة ضوء وصوتا متفردا واستثنائيا داخل قبة البرلمان.
وفي مقابل تكتّم بلافريج عن كشف الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار ومطالبته القواعد الحزبية وعموم متتبعيه باحترامه، تشدد مصادر من داخل حزب الاشتراكي الموحد، على أن الخلافات الجوهرية بينه وبين نبيلة منيب، وصلت إلى الباب المسدود، إضافة إلى خيبة أمله بعد فشل مشروع اندماج مكونات الفيدرالية، بعرقلة من منيب.
ويؤمن برلماني الفيدرالية، بأن العمل السياسي أو المهمة الانتدابية في البرلمان، ليست مهنة أو حرفة، بل مهمة يضطلع بها الفاعل السياسي بعد حصوله على أصوات الناخبين في إطار تعاقد معهم.
وقال بلافريج في هذا الصدد: “أرجو أن أكون قد أديت مهمتي على أكمل وجه”، مضيفا: “لقد حاولت أن أكون مفيدا لبلدي، ولم أكن أمارس المعارضة فقط من أجل المعارضة، فأنا لست معارضا وإنما إصلاحي. وأرد على الذين يصفونني بالعدمي بأنكم أنتم العدميون، لأنني كنت أساند وأدعم المبادرات الإيجابية كيفما كان مصدرها”.
وتابع المتحدث في رده على من اتهموه بـ”الخيانة” على خلفية قراره: “هذه ليست خيانة وليس من أخلاقي ذلك. لقد التزمت مع الناخبين لأنوب عنهم خلال مدة محددة وليس طوال الحياة”، قبل أن يزيد: “لا يمكن لشخص واحد أن يغير كل شئ. متأكد من أن هناك شباب وطاقات هائلة بوسعها القيام بأكثر مما قمت به سواء في البرلمان أو المجالس”.
عمر بلافريج الذي عرف بمواقف غير مألوفة، من قبيل اعتراضه على رفع ميزانية القصر الملكي ومطالبته بالزيادة في المقدرات المالية المخصصة سنويا لقطاعي التعليم والصحة، إضافة إلى دفاعه المتواصل عن معتقلي الحركات الاحتجاجية والصحافيين المتابعين أمام القضاء ومعتقلي الرأي بالمغرب، عاد للحديث عن تجربته عندما كان مستشارا جماعيا بإفران، مشيرا إلى أنه عندما انتهت مهمته قرر التواري عن الأنظار لمدة ست سنوات قبل أن يستأنف عمله السياسي.
“لا أعلم كم من الوقت يلزمني اليوم؟” يتساءل بلافريج، قبل أن يخلص: “أنا أنتمي إلى مدرسة عبد الرحيم بوعبيد، الذي كان يقول إن السياسة أخلاق. اليوم أرغب في سلوك مسار آخر، بعيدا عن السياسة، لكن سأكون فيه مفيدا لوطني بطريقة أخرى”.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…