يسود حنق واسع وتدمر شديد في بعض أوساط الشبيبة الاستقلالية، بسبب ورقة “الإقصاء الممنهج” التي رفعت في وجههم، قاطعة عليهم الطريق أمام الحصول على موطئ قدم داخل المكتب التنفيذي أو اللجنة المركزية لشبيبة حزب الاستقلال خلال مؤتمرها الـ13، الذي أسدل الستار على أشغاله أول يوم أمس الأحد بانتخاب عثمان الطرمونية كاتبا عاما جديدا، خلفا لعمر عباسي، المنتهية ولايته.
وإذا كان تهميش وإقصاء بعض الشباب على مستوى التراب الوطني هو العنوان الأبرز للمؤتمر الـ13 لشبيبة حزب “الميزان”، يقول مصدر قيادي في الشبيبة ضمن حديث مع موقع “الأول”، فإن حصة الأسد من هذا الإقصاء كانت من نصيب شباب فاس، موضحا أنه في إطار منطق التفاوض بين التيارات ودون الاحتكام إلى التصويت، تم تدبير ترشيح أسماء أعضاء المكتب التنفيذي للشبيبة وكذا مكتبها المركزي بشكل توافقي.
وكشف المصدر ذاته، أنه تم الاتفاق في اجتماع مصغر قاده خالد الأنصاري، المنسق الجهوي للحزب بفاس، والنائب البرلماني علال العمراوي، مع عضو اللجنة التنفيذية للحزب شيبة ماء العينين وكذا محمد ولد الرشيد، على أن تكون للقلعة الفاسية تمثيلية معتبرة في هذا التنظيم الموازي، تتمثل في أربع أعضاء في اللجنة المركزية، وعضو واحد في المكتب التنفيذي، هو أسامة الإدريسي الجناتي، أحد أبناء مدينة فاس المعروف بنضاله في صفوف الشبيبة منذ سنوات طوال.
لكن الذي حدث، تؤكد مصادرنا، أنه تم في آخر اللحظات استبعاد اسم الشاب الجناتي والتشطيب عليه من قائمة أعضاء المكتب التنفيذي للشبيبة، في حين تم استبداله بنضال شباط، نجل الأمين العام السابق للحزب، حميد شباط. هذا الأخير تفيد معطيات حصل عليها “الأول”، لعب دور رجل الظل وتحكم عن بعد في بعض النتائج.
في هذا السياق، شددت مصادر متطابقة على أن حميد شباط ظل إلى حدود الساعات الأولى من صباح يوم الأحد يجري اتصالات هاتفية مع بعض القيادات في الحزب، ممن تجمعها به علاقات طيبة وصوتها مسموع داخل التنظيم، بغية تمكين ابنه نضال من عضوية المكتب التنفيذي، وإن كان الأمر على حساب إقصاء أحد الشباب الذي كان من أشد مقربيه وممن آزروه في مختلف المسؤوليات التي تقلدها بالعاصمة العلمية.
وعللت المصادر ذاتها هذا الطرح بكون شباط يسعى إلى توريث بعض هيئات الحزب إلى أفراد عائلته دون سواهم، ورفع “الفيتو” أمام كل استقلالي فاسي، عبر صدِّه عن لعب أدوار معينة في اتجاه إعادة التوهج لميزان فاس، بعد الضربة القاضية التي تلقاها في المؤتمر الأخير والتي عجلت بتواريه عن الأنظار وتسببت في نفيه خارج المملكة.
ولعل هذا الوضع ما دفع النائب البرلماني الاستقلالي، علال العمراوي، إلى تجميد عضويته بالحزب احتجاجا على ما وصفه بـ”إقصاء ممنهج وصريح للجسم الاستقلالي بفاس في المؤتمر الثالث عشر للشبيبة الإستقلالية”.
العمراوي الذي تحفظ عن الخوض في تفاصيل إقدامه على هذه الخطوة التصعيدية، لفت في تصريح لموقع “الأول” إلى أنه “ينزه الأمين العام للحزب، نزار بركة، وحمدي ولد الرشيد، عن وقوفهما وراء هذا الإقصاء”، غير أنه رمى بالكرة في ملعب آخر، لم يرغب في كشف من يتحرك فيه.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…