في أول تعليق له على قرار معتقلي حراك الريف التخلي عن جنسيتهم المغربية، نشر صلاح الوديع، الحقوقي والمعتقل السابق سنوات الجمر والرصاص، قصة عن أبراهام السرفاتي أحد زعماء منظمة إلى الأمام الماركسية اللينينية والذي اعتقل سنة 1975 وحكم عليه بالمؤبد وتم نفيه سنة 1991 الى فرنسا وعاد الى المغرب سنة 1999 .
واسترجع الوديع أحد الوجوه البارزة في “المبادرة الدنية من أجل الريف”، في تدوينة له نشرها على صفحته بموقع فيسبوك، قصة أبراهام السرفاتي الذي كان رفيقا له في الزنزانة، معنونا تدوينته ب”مغربيٌّ حتى النخاع، رغم أنف الجميع: المناضل المغربي أبراهام السرفاتي في ذاكرتي هذا اليوم…”
وقال الوديع في تدوينته “يوم 24 غشت من كل سنة له عندي خصوصية لا شبيه لها؛ إنه اليوم الذي غادرتُ فيه السجن المركزي منذ 35 سنة بالتمام والكمال”.
ويحكي صلاح الوديع عن يوم خروجه من السجن “لا زلت أذكر وجوه رفاقي ودموع فرحهم وأنا أودعهم واحدا واحدا؛ كان وجه رفيقي إدريس بويسف الركاب هو آخر من ودعني وأسلمني لعالم الحرية الجديد بعد كل سنوات السجن؛ غير أن الوجه الذي لن أنساه ما حييت هو وجه رفيقي الراحل أبراهام السرفاتي”.
“أبراهام: المناضل الأممي المغربي اليهودي”، هكذا وصف صلاح الوديع رفيقه مضيفا “لا زالت ضحكته الطفولية المجلجلة ترن في أذني. لا زالت تحيته وهو يشير بيده التي أعطبتها آلة التعذيب الجهنمية عالقة بذهني. ولا أظنه كان فرحا إلى هذه الدرجة إلا لأنه كان يعلم كم وَقَفْنَا في وجه كل محاولات تركيعنا طوال سنوات السجن الطويلة”.
وأوضح صلاح أنه بعد الإفراج عنه ضمن من أُفرج عنهم صيف 1984، “واصل من تبقى من المعتقلين نضالهم من وراء القضبان ومن ضمنهم أبراهام”. مسترسلا “غير أن ذكاء الآلة القمعية حينذاك تفتق عن فكرة حسبَتْ نفسها جهنمية، وهي إنكار مغربية أبراهام. وقيل ساعتها أن أبراهام ليس إلا برازيليا متسترا بيننا منذ زمن وأن من باب رد الأمور إلى نصابها أن يعود هو إلى “وطنه” الحقيقي. وهكذا تم نفيه إلى فرنسا. وحين التقيته في فيينا في يونيو من سنة 1993 بمناسبة المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان، تحدث لي عنْ مغربيته التي لا مساومة فيها، وعن إصراره الذي لا يحد على أن يكافح إلى آخر رمق في روحه الرائعة ضد القرار الأخرق بإسقاط جنسيته المغربية…”.
واعتبر الوديع في تدوينته أن السرفاتي لم يكن مناضلا أمميا متشبثا بمغربيته فحسب، بل كان من أبرز المساندين للنضال الفلسطيني في العالم.
وأكد الديع في تدوينته أنه أبراهام “كان فرِحا متفائلا كعادته حينما عاد من منفاه سنة 1999 إلى بلاده ووطنه معززا مكرما”، حيث كان من بين مستقبليه هو وزوجته الراحلة كريستين “التي وهبت السنين الطوال من حياتها للمغرب بلد زوجها أبراهام، المغرب الذي أصبح وطنها الثاني” حسب وصف الوديع”.
ووصف صلاح مشاعر السرفاتي آنذاك، حيث كان “فرِحا بعودته إلى وطنه، هو الذي – ومنذ شبابه الأول – وهبه كل شيء ولم يمُنَّ عليه بشيء، مرورا بكهولته وشيخوخته التي عرفت الراحلة كريستين كيف ترعاها إلى آخر رمق من حياة الحب والنضال التي كانت مأواهما الممتع”.
ليختم صلاح الوديع وصفه لرفيقه “كان وهو يضحك ضحكته الرائعة المجلجلة في استقبال رفاقه، وكأني به يردد شعر أحمد شوقي: وطني لو شُغِلْتُ بالخلد عنهُ….. نازعتني إليه في الخلد نفسي”.
نادية العلوي: الحكومة تواصل تنزيل نفس الأولويات والتشكيك في منهجية الحوار الاجتماعي هو هدر للزمن السياسي
أكدت نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية، على أن الحكومة تواصل تنزيل نفس الأولويات م…