طالب “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”، بالإعلان عن نتائج التحقيق المفتوح على خلفية الحريق الهائل الذي شبّ قبل يومين في أحد أجنحة الحي الجامعي بوجدة، مشددا على وجوب ترتيب المسؤوليات ومعاقبة الجناة المتسببين في وقوع هذا الحادث المأساوي الذي أودى بحياة طالبين اثنين، فيما أصيب أزيد من 24 شخصا بكسور وحروق متفاوتة الخطورة، علاوة على الأضرار الجسيمة التي لحقت بممتلكاتهم.
واعتبر “طلبة المغرب” أن هذه الفاجعة “تسلط الضوء على حجم الإهمال الممنهج الذي تتعرض له الأحياء الجامعية التي تضم الآلاف من الطلاب، خصوصا الحي التابع لجامعة محمد الأول بشهادة الأجيال الطلابية المتعاقبة عليه”، كاشفين عن وضعية هذا الحي الجامعي الذي لا يتوفر بحسبهم على “الحد الأدنى من المقومات التي تحفظ كرامة الطالب المقهور، ولم تتم فيه أبسط عمليات الصيانة منذ سنين”.
وأكد الاتحاد في بيان توصل به موقع “الأول”، أن الفضاء السكني الذي يأوي أزيد من 4 آلاف طالب بجامعة محمد الأول بوجدة، “يفتقر لمنفذ إغاثة، ولا يتوفر على أبسط وسائل التدخل السريع لإخماد الحرائق”، لافتا إلى ما وصفها بـ”الفواجع” التي شهدها نفس الحي، والتي كان آخرها انهيار سقف على الطلبة.
هذه المأساة ليست الأولى، وفقا للمصدر نفسه، بل هي حلقة من مسلسل حوادث أخرى لا تقل خطورة عنها كادت تجهز على حياة المئات من الطلاب، من قبيل “التسمم الجماعي بمعهد الإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط (INSEA) في نونبر 2017، والحريق الذي اندلع بجناح الطالبات بمعهد الزراعة والبيطرة بالرباط (IAV) في دجنبر 2018، وانهيار الأسقف بالمدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم بالرباط (ENSIAS) في مارس 2020، وحوادث تسمم كثيرة أصبحت معتادة لدى الطلاب بسبب وجبات الأكل المقدمة التي تفتقر للحد الأدنى من الجودة والمراقبة، ومشاكل الإنارة وسخان الماء، دون الحديث عن هشاشة المرافق الرياضية وقاعات المطالعة”.
وقال الاتحاد إن هذا الحادث الأليم “يسائل الجهات المسؤولة عن مصير الميزانيات التي ترصد لصيانة الأحياء، على قلتها وعدم كفايتها، أين تذهب وفيما تصرف؟. ويعيد مساءلة دور الدولة في رعاية هذه الفضاءات الحيوية على جميع المستويات، وكذا تطويرها وتوسيعها وجعلها صالحة للسكن، ويعيد التأكيد بما لا يدع مجالا للشك أن الطالب المغربي مجرد رقم مهمل لا يدخل في حسابات الدولة”.
وحمّل الاتحاد كلا من المكتب الوطني للأعمال الاجتماعية الجامعية والثقافية ورئاسة جامعة محمد الأول، جزء كبيرا من مسؤولية الأرواح التي أزهقت والإصابات التي وقعت والممتلكات التي أتلفت، باعتبارهما المؤسستان المسؤولتان عن تدبير هذا الفضاء الحيوي، كما حمّل الدولة المغربية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في الأحياء الجامعية والداخليات، بـ”تخليها عن دورها في رعاية هذه الفضاءات، ومشاركتها في تكريس واقع الهشاشة عن سبق إصرار”.
الهيئة الطلابية نفسها، دعت المؤسسات الجامعية ووزارة التعليم العالي إلى الانشغال الفعلي بتقوية البنية التحتية التعليمية وصيانتها الدائمة بما يليق بمستوى وكرامة الطلبة والطالبات، معلنة عن يوم حداد وطني بجميع الجامعات المغربية، يوم غد الخميس 15 شتنبر الجاري، ترحما على الشهداء وتنديدا بالواقعة.
من جهة أخرى، أكد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب استعداده لاتخاذ خطوات احتجاجية ضد مختلف ما أسماها بـ”سياسات التهميش والاستهتار بحياة وكرامة طلاب المغرب”.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…