تفجّر في الآونة الأخيرة، صراع مستعر وغير مسبوق، بين المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، والأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الميلودي موخاريق، وصل صداه إلى الدوائر العليا وأحرج مؤسسة قدماء المقاومين، التي بات كثيرون يتساءلون حول مشروعية استمرار تواجدها، خصوصا وأن ميزانيتها تكلف الدولة ملايين الدراهم لكن تدبيرها مشوب باختلالات فادحة كانت محط افتحاص من لدن المجلس الأعلى للحسابات.
أصل الأزمة
أصل الحرب الطاحنة بين الاتحادي الكثيري الذي عاصر ست حكومات وبين النقابي مخاريق، يعود إلى مطلع العام الجاري، حينما قرر موظفون بالمندوبية تأسيس مكتب نقابي تحت لواء الاتحاد المغربي الشغل، الأمر الذي لم يستسغه المندوب السامي فأعلن الحرب ضدهم، لعل من بين أبرز تجلياتها إعفاء أحمد الغزوي من منصبه كنائب جهوي للمندوبية بالرباط، بسبب ورود اسمه ضمن تشكيلة المكتب المذكور، كما أصدر عقب ذلك تعليمات بمضايقة باقي أعضاء المكتب النقابي مع تخييرهم بين حل التنظيم أو معاقبتهم.
الأكثر من ذلك، تقول مصادر موقع “الأول”، إن الكثيري أعطى تعليماته لمسؤوليه بإنجاز تقارير “شبه أمنية” على كل أعضاء الإطار النقابي، مثلما حدث مع الكاتب الوطني للنقابة الذي وصلت إجراءات الحملة ضده إلى حد تفتيش مكتبه وحاسوبه ومراقبته بالكاميرات في مقر عمله على مدار الساعة، كما وجّه تعليمات إلى العديد من المندوبين الإقليميبن والجهويين بممارسة الضغط على الموظفين وقطع الطريق أمام الراغبين منهم في الالتحاق بالنقابة الجديدة.
“تعسف” الكثيري يصل إلى أخنوش ولفتيت
أمام هذا الوضع، لجأ المكتب النقابي إلى موخاريق، ليقوم الأخير بتوجيه رسالة تظلم شديدة اللهجة إلى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ووزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، تظلم فيها، كما عاين موقع “الأول”، مما وصفها بـ”الإجراءات التعسفية والانتقامية” التي أقدم عليها مصطفى الكثيري في حق نقابيي الـUMT، وهو ما أثار حفيظة المندوب السامي بمجرد علمه بها.
فصول الصراع لم تقف عن هذا الحد، إذ بحسب مصادر متطابقة، فإن الكثيري بمجرد توصله برسالة أخرى من موخاريق تحثه على فتح حوار مع النقابة والكف عن التصرفات التعسفية والتنكيلية ضد الأطر، قرر عرض الكاتب الوطني على المجلس التأديبي، بل وتدخل بشكل شخصي في أطوار الجلسة في خطوة غير مسبوقة أثارت حنق الاتحاد المغربي للشغل.
مخاريق يصعّد
لم تعد الحرب بين موخاريق والكثيري حبيسة أسوار المندوبية السامية والاتحاد المغربي للشغل فقط، بل خرجت أطوارها إلى العلن على هامش المؤتمر الجهوي للنقابات بوجدة، حيث أفرد مخاريق جزء معتبرا من كلمته لمهاجمة الكثيري، حتى أنه وصفه بـ”الفاقد للعقل”، قبل أن يضيف: “الويل والخزي لهذا المندوب (…)”، كما اتهمه باستغلال وسائل ومؤسسة الدولة لكتابة تاريخ وفق أهواء شخصية، في إشارة إلى طبعه مذكرات قيادي ينتمي إلى حزبه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من ميزانية مندوبية المقاومة وجيش التحرير.
واعتبر موخاريق في كلمته تلك أن الاتحاد المغربي للشغل يعدّ “أكبر مقاوم في المغرب في مواجهة الاستعمار، حيث تعرضت قياداته النقابية للاعتقال والسجن والتعذيب من أجل المطالبة بالاستقلال”، متابعا: “لا يمكن أن يقبل أنه في سنة 2022، يهاجم مندوب المقاومة وجيش التحرير الاتحاد المغربي للشغل الذي ناضلت وقاومت قياداته التاريخية أمثال المحجوب بن الصديق والطيب بن بوعزة الاستعمار، ودفعت الثمن غاليا جراء ذلك”.
و دعا موخاريق أعضاء النقابة خلال كلمته إلى تحرير رسالة أخرى جماعية يتم توجيها إلى كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية وإلى من سماههم بـ”من يهمهم الأمر”، ويعني بذلك حسب مقربين منه تحدث إليهم موقع “الأول”، الديوان الملكي قصد التدخل لرأب الصدع مع الكثيري.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…