أوصى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، أعضاء الأمانة العامة لحزبه وعموم مناضليه ومسؤوليه، بضرورة استحضار المرجعية الإسلامية كمبدأ أساسي بني عليه الحزب، ومراعاتها على مستوى سلوكهم الفردي والجماعي.
ولم يكن بنكيران ليُذكّر إخوانه بهذه المنطلقات في أول اجتماع رسمي للأمانة العامة الجديدة للحزب، لولا تسجيله ما يحضّ على ذلك في سلوك بعض قياديي ومنتسبي “الحزب الإسلامي”، ممّن سارت بذكر فضائحهم الأخلاقية الركبان.
بنكيران، العائد إلى قيادة “البيجيدي” بعد الهزيمة المدوية التي مني بها الحزب في الاستحقاقات الانتخابية لـ8 شتنبر، شدّد، في قالب دعوي توجيهي، على ضرورة مراجعة أعضاء التنظيم لـ”مواقفهم وتصرفاتهم على ضوء المرجعية الإسلامية، بما يضمن للحزب الاستمرار في رسالته الإصلاحية والقيام بدوره النضالي في انسجام مع مبادئه ومنطلقاته التأسيسية”. وفق تعبير نص البلاغ الصادر عن الأمانة العامة المجتمعة السبت الفائت.
الباحث في العلوم السياسية، محمد شقير، يرى أن تخصيص بنكيران الجانب الأخلاقي بقدر معتبر من كلمته التوجيهية أمام أعضاء الأمانة العامة الجديدة للحزب، هو انعكاس لصورة “شيخ طريقة” أكثر من “زعيم سياسي”، وهي الصورة التي ما فتئ بنكيران يظهر بها حتى بعد إبعاده من المعترك السياسي.
ويؤكد شقير في تصريح لموقع “الأول”، أن تحمّل بنكيران مسؤولية تسيير دفة الحزب من جديد، “تفرض عليه إعادة الوحدة التنظيمية لحزب العدالة والتنمية ومعها مرجعيته الأساسية”، خاصة، يقول المتحدث، وأن “بنكيران لاحظ في أكثر من مناسبة وجود زيغ عن الطريق/المرجعية خلال ولاية سلفه سعد الدين العثماني، وقد نبّه إلى ذلك مرارا”، مستحضرا في هذا السياق قضيتي “فرنسة التعليم” و”تقنين القنب الهندي”، إضافة إلى السلوكات الفردية لبعض قيادييه التي زعزعت مصداقية الحزب وتمثله لدى الرأي العام.
وينطلق الباحث السياسي محمد شقير من بعض التفاصيل التي أحاطت بلحظة إلقاء بنكيران خطابا بُعيد انتخابه رسميا أمينا عاما للحزب، أبرزها الزي الذي ظهر به وقوله: “لسنا حزبا سياسيا وُجد من أجل الانتخابات والبرلمانات والحكومات، ولا حتى حزبا سياسيا للتنظيم، نحن حزب مبادئ”، ليصل إلى أن “زعيم المصباح” يبعث رسائل بخطاب دعوي حول “التمثل الذي يجب أن يكون عليه الحزب، الذي تأثرت صورته لدى الرأي العام بفعل اقتحام بعض قياداته المجال السياسي وتحملها المسؤوليات، بما صاحب ذلك من امتيازات ومناصب وإغراءات السلطة، لكونها ظهرت بمظهر الطهرانية فيما أظهرت سلوكات بعضها تناقضا وعدم اتزان بين القول والفعل”.
المتحدث، لفت إلى أن “العدالة والتنمية يظهر كحزب يمارس السياسة، لكنه في عمقه يبقى طريقة لديها شيخ ومريدون. ففي كل مرة يتحدث فيها بنكيران مثلا نجد أنفسنا أمام داعية ينصح الناس ويوجههم إلى الطريق السوية، ويركز على الجانب الأخلاقي والدعوي في خطابه أكثر من السياسي، ولعلّ ما ساهم في ذلك هو نشاطه داخل الشبيبة الإسلامية وتأسيسه حركة التوحيد والإصلاح لاحقا”.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…