محامون يتلحفون السواد احتجاجا على “فساد” العدالة وتوالي المتابعات ضد زملائهم والصحافيين والحقوقيين

مُستجيبون لدعوة عمّمتها فيدرالية جمعيات المحامين الشباب بالمغرب، تلحّف طيف واسع من محامي المملكة السواد وهم يؤدون مهامهم داخل أروقة المحاكم اليوم الأربعاء، ضمن شكل احتجاجي رمزي يعد الأول من نوعه في عهد حكومة عزيز أخنوش.

وتفَاعل عدد من أصحاب البدل السوداء مع نداء الفيدرالية، عبر مشاركة صورهم على “فيسبوك” يرتدون الجبة داخل جلسات المحاكم بدون الياقة البيضاء، كتعبير على غضبهم إزاء “الفساد” الذي أصبح مستشريا في قطاع العدالة وتوالي متابعات الحق العام المنسوبة إلى المحامين والصحافيين والحقوقيين بشكل بعتبرونه “غير مسبوق”.

ولا تنظر فيدرالية جمعيات المحامين الشباب بالمغرب بعين الرضا إلى ورش استقلال السلطة القضائية، الذي تعتبره “استقلالا شكليا” فقط، كما جاء على لسان رئيسها المحامي عبد البر منديل، في تصريح لموقع “الأول”، قال فيه إنه عقب مضي فترة معتبرة من الممارسة المهنية، “بدأت تلوح في الأفق معالم تؤكد أن استقلال القضاء شكلي وبعيد كل البعد عن الجوهر”.

ولفت رئيس المحامين الشباب إلى أن قطاع العدالة بالمغرب يعاني جملة من المعيقات الذاتية والموضوعية، وبات الفساد مستشريا في وسطه بشكل مخيف، مثلما أن التخليق مجرد شعار للاستهلاك.

وأوضح الفاعل الحقوقي عينه أن “المتابعات القضائية في حق محامين وصحافيين وحقوقيين في إطار تُهَم الحق العام، وهم المعروفون بمواقف منتقدة، تزايدت في الآونة الأخيرة، لذلك كان من الواجب علينا اليوم أن نقف لندق ناقوس الخطر من خلال شكل احتجاجي حضاري، ستليه أساليب احتجاجية سلمية أخرى في القادم من الأيام”.

وتوقف منديل في حديثه مع “الأول” عند التداعيات السلبية لهذا الوضع على سمعة المغرب دوليا، مشيرا إلى أن مجموعة من المنظمات الحقوقية عابت على المغرب عددا من الممارسات، من بينها التضييق على حرية الرأي والتعبير.

رئيس فيدرالية جمعيات المحامين الشباب بالمغرب، أكد أنه يراهن على السلطتين التنفيذية والتشريعية الجديدتين في اتجاه ضمان حقوق الإنسان، قائلا: “أملنا كبير في الحكومة ومعها البرلمان بوصفه مصدر التشريعات، في أن تتحسن الأوضاع في المغرب عبر أوراش تشريعية متقدمة تستجيب لالتزامات المغرب الدولية وتحقق الرخاء لجميع فئات المجتمع”.