ما الذي كانت ستخسره مديرة مجموعة مدارس “أولاد بوكرين” بإقليم قلعة السراغنة، لو أنها عالجت قضية التلاميذ الأربعة الذين سرقوا بسكويتا لا يغني ولا يسمن من جوع، دون اللجوء إلى الدرك الملكي؟
الأكيد، أنها لم تكن لتفقد شيئا لو أنها تعاملت مع النازلة بمقاربة تربوية تهذيبية محضة، لكنها كانت ستجني الشئ الكثير بدل إرسال هؤلاء الأطفال إلى مخافر الدرك حيث فتح لهم محضر واستُمع إليهم من طرف محققين. ولقد كادت شكايتها تأخذ فعلا مسارها ليحالوا على المحكمة، وهي العملية التي تطلبت مجهودا وتسخيرا لموارد بشرية ومالية، كان من الأحرى توجيهها لأمور أخرى ذات بال، هذا دون الحديث عن التداعيات النفسية السلبية لكل ذلك على نفسية المشتكى بهم والوصم الذي سيظل يلاحقهم.
هذه الواقعة الفريدة من نوعها التي شهدتها مجموعة مدارس “أولاد كرين” الابتدائية وفتحت فيها الضابطة القضائية للدرك الملكي، بقلعة السراغنة أمس الأحد بحثا تمهيديا مع المتمدرسين الأربعة بمستوى السادس ابتدائي، أثارت غضب عدد من الفعاليات التربوية والحقوقية وبعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أجمعوا في تفاعلهم مع الموضوع، على أن سرقة التلاميذ لقطع البسكويت ونزر من حبات التمر من مطعم المؤسسة، لم يكن يستدعي إقدام المديرة على وضع شكاية لدى الدرك ضدهم.
وعاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مديرة المؤسسة سالفة الذكر، أنها تخلت عن واجبها التربوي والتهذيبي والإصلاحي ودورها في المساعدة على تقويم اعوجاج سلوك الناشئة، مشيرين إلى أنه كان يتعين عليها التماس العذر لهم ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه عبر الجلوس إلى آباء وأولياء التلاميذ والعمل على عدم التشهير بهم درء للتنمر الذي سيتعرضون إليه من طرف أقرانهم.
كما حذروا من خطورة الفعل على مستقبل هؤلاء التلاميذ، إذ سيجعلهم عرضة للشارع والهدر المدرسي، مسجلين أن عرضهم على أنظار المجلس التأديبي للمؤسسة، ثم الصفح عنهم كان كافيا.
التعليقات على إدانة شعبية لعرض تلاميذ بقلعة السراغنة على الدرك الملكي للاشتباه في سرقتهم “بسكويتا” من مطعم المدرسة مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين

قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…