فضيحة من العيار الثقيل، فجّرها مرشح الكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، محمد بوبكري، وهو يكشف عن جانب جديد من خطة ادريس لشكر، المنتهية ولايته على رأس الحزب، للحصول على ولاية ثالثة وحسم النزال لصالحه قبل موعد المؤتمر الحادي عشر المزمع عقده متم شهر يناير المقبل.
سلاح لشكر في هذه المنافسة، وفق ما أكده بوبكري، هو الريع السياسي؛ إذ أطلق حملة وعود بين أعضاء الحزب بالاستفادة من “كعكة” المناصب ومختلف أشكال الغنائم السياسية، مقابل دعمه في سباق الكتابة الأولى الذي كان قد أكد في وقت سابق أنه غير معني به قبل أن يتراجع ويشرع في تعديل النظام الداخلي للحزب.
وتتوزع وعود لشكر، يقول بوبكري في بيان توصل به “الأول”، بين التوظيفات سواء في البرلمان أو المؤسسات التابعة للحزب كالجريدة أو المقرات، وبين وعود بتحمل المسؤولية والقيادة داخل الاتحاد الاشتراكي في حال استمراره، وأخرى بالتدخل للتعيين في المؤسسات الدستورية.
وأفاد بوبكري بأن هذه الوعود شملت ما يزيد عن 140 من أعضاء المجلس الوطني، بضمان موطئ قدم لهم في حال فوزه بولاية ثالثة على رأس الاتحاد الاشتراكي، وبأنهم في تلك الحال، قد ضمنوا مكانهم في المكتب السياسي.
وقال بوبكري ساخرا: “إن كان الواحد يُمني نفسه بحلم تغيير حياته رأسا على عقب، بتحقيق الرقي الاجتماعي والتموقع في مواقع المسؤولية والقيادة فما عليه سوى التوجه نحو مقر الأحلام الوردية (مقر العرعار)”.
الأدهى من ذلك، يضيف بوبكري، أن “زعيم الاتحاد” لا يبشر مواليه فقط بهذه الوعود التي وصفها بـ”الكاذبة”، بل إنه “يلجأ لحيله المفضلة بأن يشحن مخاطبته ويمدحه بميزات ليست فيه ويثني على نضاله وكفاءته ومسيرته، وكل هذا من وحي خياله”، متابعا: “الوعود والكذب ليست هواية يسلي بها الزعيم نفسه في وقت الفراغ، بل هي تجارة أصبحت اليوم عملة داخل الاتحاد الاشتراكي”.
وانتقد مرشح الكتابة الأولى لحزب عبد الرحيم بوعبيد، غياب أي تصور أو برنامج يقدمه لشكر لإقناع الاتحاديين بجدوى استمراره على رأس الحزب، مسجلا أنه “لم يستغل ملكاته في الاجتهاد لوضع مشروع يمكنه إنقاذ الاتحاد من أزماته، ولم تتفتق عبقريته لتوجد جيل قياديين جدد داخل الاتحاد الاشتراكي يمكنهم حمل المشعل”.
وزاد بوبكري مهاجما لشكر: “الزعيم لم ينتج سوى آلة رهيبة جعلت من التبعية والموالاة العملية الوحيدة داخل الاتحاد، فأصبح بعض أتباع الزعيم لا يجدون ما يبررون به استمرار الزعيم في ولاية ثالثة غير جملة واحدة مفادها “لا أحد قادر اليوم على قيادة الاتحاد الاشتراكي دون الزعيم، وكأن الخمسة سنوات المقبلة سيعكف فيها هذا الزعيم على تكوين من سيخلفه وتكون هذه هي مهمته فقط”.
واستحضر بوبكري طرفة للشكر جاء فيها أن، “نائبة برلمانية في الولاية السابقة، زارته في مكتبه وقدمت له مقترح قانون انتهت من صياغته وأتت لمشورة الزعيم قبل أن تقدم المقترح، فشرع الزعيم في مدح البرلمانية بأن وجودها في البرلمان ليس قيمة للحزب فقط بل للبرلمان كاملا وللوطن، ولم يفت “الكاذب الأول” أن يعرج على مدح منتوج البرلمانية واعتباره وثيقة غير مسبوقة سيشهد التاريخ يوما ما على قيمتها، لكن صديقتنا وبمجرد أن خرجت من باب مكتب الزعيم حتى سمعته ينادي عونا يطلب منه التخلص من المقترح برميه في سلة القمامة واصفا إياه هذه المرة “بالزبل”. على حد تعبير محمد بوبكري.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…