يُخيّم الرعب على مستشارات جماعيات بالهراويين، التابعة ترابيا لإقليم مديونة، إثر توصلهن بتهديدات بـ”التصفية الجسدية” إذا صوّتن، غدا الأربعاء، لصالح مرشح حزب الاستقلال لرئاسة المجلس الجماعي، ادريس صديق، الذي ينافس شقيقه، المعزول بقرار قضائي، مصطفى باسم حزب الأصالة والمعاصرة على نفس المنصب، ويحظى بأغلبية مريحة.
ووفق المعطيات التي يتوفر عليها “الأول”، فإن هؤلاء المستشارات الجماعيات البالغ عددهن ستة يتواجدن بمعية مستشارين آخرين، منذ ليلة الإعلان عن نتائج الاستحقاقات الانتخابية الجماعية لـ8 شتنبر، بعيدا عن أسرهم ومقرات سكناهم التي هجروها، مرغمين، خوفا من أن يلحقهم أي سوء في إطار الحرب الضروس الدائرة رحاها بين الأخوين الخصمين، سيما وأن بوادر ذلك ظهرت خلال جلسة التصويت التي انعقدت السبت الفائت ونسفها أعضاء التحالف المضاد للأغلبية، الذي لا يتوفر سوى على 13 مقعدا.
جلسة التصويت تلك، كانت محسومة لصالح مرشح حزب الاستقلال، غير أن باشا الهراويين رفض الشروع في عملية انتخاب رئيس المجلس الجديد ومكتبه المسير، بمبررات يعتبرها التحالف الذي يقوده حزب الاستقلال “غير قانونية”، ما أفسح المجال لانطلاق مسلسل اعتداءات طالت الرئيس المتفق عليه وأنصاره وسط محاولات لاختطاف العنصر النسوي المكون للتكتل الأغلبي ذو الـ18 مقعدا، دون أي تدخل من السلطات المحلية ورجال الدرك الملكي الذين كانوا بعين المكان. حسب قول الأغلبية.
هذه الممارسات التي تسئ إلى العملية الديمقراطية برمتها، لم تتوقف عند هذا الحد فقط؛ بل واصل مقترفوها تنفيذ مخطط محاولة اختطاف المستشارات اللاتي قررن الاعتصام داخل المركز الثقافي الذي احتضن جلسة التصويت تلك، وعمدوا إلى قطع التيار الكهربائي على مقر المركز ليجبروهن على مغادرة المكان حتى يتسنى لهم الانفراد بهن وترحيلهن إلى وجهة مجهولة.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يرتقب أن تنعقد يوم غد الأربعاء جلسة التصويت على تركيبة المجلس الجماعي للهراويين، وسط تكهنات بألا تمر بسلام، خصوصا وأن مرشح “البام” الذي سبق وصدر في حقه حكما قطعيا بالعزل من رئاسة الجماعة المذكورة خلال الولاية السابقة بسبب “اختلالات مالية”؛ متشبث بالعودة لرئاسة هذه الجماعة التي تقع وسط العاصمة الاقتصادية للمملكة. لكن التنمية فيها متعثرة بشكل يطرح علامة استفهام كبيرة.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…