مُستنفذا مداه، لم يستطع التقارب الذي جمع بين أحزاب المعارضة ممثلة في الأصالة والمعاصرة، الاستقلال والتقدم والاشتراكية، أن يصمد طويلا، إذ سرعان ما تلاشى قُبيل الانتخابات المرتقبة على بعد شهر وبضعة أيام.
ووفق ما أعلن عنه الأمين العام لـ”البام”، عبد اللطيف وهبي، خلال حلوله ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الثلاثاء بالرباط، فبمجرّد إسدال الستار عن الولاية التشريعية العاشرة للبرلمان، انتهى التنسيق بين حزبه متزعم المعارضة وبين الاستقلال من جهة وبين الأخير وحزب “الكتاب” من جهة ثانية. كما أكد ذلك مصدر برلماني لموقع “الأول”.
وسبق أن ظهرت معالم خلاف بين أطراف هذا التشكيل السياسي، برزت في بادئ الأمر عندما طرحت طبيعة ما يجمعها بالتحديد، وأثير جدل بهذا الخصوص في ندوة صحافية مشتركة، حينما أفاد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، بأن ما يربط حزبه بالمصطفين معه في المعارضة ليس سوى “تنسيقا” داعيا إلى ضبط الأمور حتى لا تعطى وعود ولا يتم الوفاء بها مستقبلا، في حين خالفاه الرأي كلا من عبد اللطيف وهبي، قائد “الجرار”، ونبيل بنبعد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، اللذان شددا على أن ما يجمعهم هو بالفعل تحالف يمكن تجويده.
لكن الاختبار الحاسم الذي مرّ منه هذا “التحالف” وشكّل مؤشرا على قرب انفراط عقده، تجلّى في الخطة التي كان ينوي تنفيذها، والمتعلقة بإسقاط حكومة سعد الدين العثماني، عبر تقديم ملتمس رقابة، قبل أن يرفع حزب الاستقلال “الفيتو” ويعارض ذلك بإجماع لجنته التنفيذية، ليدخل توافق هذه الأحزاب الثلاث بعد ذلك مرحلة “الموت السريري”.
وقال وهبي، في حديثه لوسائل الإعلام اليوم، إنه اتصل هاتفيا بنزار بركة وأخبره بما أنه يعتبر ما يجمعهما هو فقط تنسيق، فإن هذا الأخير انتهى مادام عمل البرلمان توقف.
بالمقابل، أوضح وهبي أن تحالفه مع التقدم والاشتراكية مازال قائما ومتواصلا، لافتا إلى أنه كان يرغب في استمرار هذا التحالف، غير أن حزب “الميزان” عارض.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…