النقابة الوطنية للتعليم العالي تكتسح الانتخابات المهنية وتُلحق هزيمة مدوية بذراع “البيجيدي”

اكتسحت النقابة الوطنية للتعليم العالي، نتائج انتخابات ممثلي الموظفات والموظفين في اللجان الإدارية المتساوية الأعضاء، مؤكدة بذلك أنها “الممثل الشرعي والوحيد” للأساتذة الجامعيين بتعدد روافدهم وانتماءاتهم الإيديولوجية والسياسية.

وظفرت النقابة الوطنية للتعليم العالي، وهي تنظيم مستقل، بمجموع مقاعد بلغ 87 في المائة على الصعيد الوطني، 91 في المائة على مستوى كليات الطب والصيدلة و100 في المائة بالنسبة للمؤسسات غير التابعة للجامعة.

الانتخابات المهنية الخاصة بهذه الولاية، شدّت إليها الانتباه أكثر من أي وقت مضى، وذلك بعد أن دخلت إلى معترك المنافسة، الذراع النقابية لحزب العدالة والتنمية التي انشقت عن النقابة الوطنية للتعليم العالي سنة 2015، وأطلقت على نفسها اسم النقابة المغربية للتعليم العالي. وتبعا لذلك خاضت الاستحقاقات المهنية التي جرت شهر يونيو من نفس العام، وحققت فيها نتيجة 16 في المئة فقط.

وخابت آمال نقابة “البيجيدي” مجددا في ضمان تمثيلية أساتذة الجامعات، إذ لم يتعد مجموع نسبة المقاعد التي حصلت عليها حاليا، 11 في المائة، أي بتراجع ملحوظ مقابل تقدم النقابة الوطنية للتعليم العالي بنسبة 5 في المائة، وهو ما تلقاه الكاتب العام لهذه الأخيرة، جمال الدين الصباني، بارتياح واسع.

ودافع الصباني في تصريح لموقع “الأول”، عن وحدة النقابة واستقلالها عن أي تنظيم سياسي، مبرزا أن النتائج المحققة في هذا الصدد “برهنت عن التفاف كبير للجامعيين بمختلف درجاتهم ومرجعياتهم حول إطارهم العتيد الذي ظل طيلة ستة عقود ملتحما”.

ولا يدعم الصباني التعددية النقابية داخل القطاع الواحد، ويرى أن كثرة النقابات تضعف الملفات المطلبية  في ظل سعي كل طرف على حدة إلى تحقيق أهداف يمكن الالتئام في إطار واحد والنضال بشكل جماعي من أجلها.

الأستاذ الجامعي نفسه، انتقد تجربة تدبير حزب العدالة والتنمية لقطاع التعليم العالي، لافتا إلى أن الدينامية التي طبعت إصلاح المنظومة وتجويدها، توقفت منذ وصول “الإسلاميين” إلى الحكم عام 2011، وزاد أن حصيلتهم في هذا السياق انحصرت في رفع يد الحكومة عن التعليم العمومي في اتجاه خوصصته.

ويأمل  الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي، في أن تصلح الحكومة التي ستحملها صناديق الاقتراع شتنبر المقبل أوضاع المؤسسات الجامعية والموارد البشرية، عبر تبني إصلاح بيداغوجي، شمولي وهيكلي واعد.