أعلن سعد الدين العثماني، أن شروط تخفيف الحجر الصحي والطوارئ الصحية، هي صحية وتدبيرية ولوجستيكية، أهمها أربعة شروط.

وقال العثماني خلال الجلسة المشتركة بين مجلسي البرلمان المغربي، المخصصة لتقديم “بيانات تتعلق بتطورات تدبير الحجر الصحي ما بعد 20 ماي”، أن الشرط الأول هو “قدرة المنظومة الصحية”، فإن الانتقال إلى مرحلة تخفيف الحجر الصحي، حسب رئيس الحكومة، تشترط توفر المنظومة الصحية ببلادنا على طاقة استيعابية مؤهلة، ليس فقط لاستقبال عدد الإصابات بالفيروس التي تستقبلها في فترة الحجر الصحي، بل يجب أن تتحمل طاقتها الاستيعابية ارتفاع حالات الإصابة المحتملة والناتجة عن إجراءات التخفيف الصحي، بالإضافة إلى الاستمرار بتوفير العلاجات الضرورية للحالات المرضية.

وأبرز العثماني أننا لا زلنا في فترة الحجر الصحي والبؤر تظهر كل مرة، فإذا خففنا الإجراءات كم من بؤرة يمكنها أن تظهر، وهذا صعب تحديده وتقديره، لإن البعد البشري في المسألة أكثر من البعد التقني.

وأظهرت المندوبية السامية للتخطيط حسب العثماني، في تقرير لها نشر منذ يومين، يتعلق بسيناريوهات رفع الحجر الصحي وانعكاساته، بأن المنظومة الصحية الوطنية قد تكون عرضة للاستنزاف في بعض هذه السيناريوهات ولا سيما في غياب الإجراءات الاحترازية والضرورية.

وفي هذا المجال تبذل جود مستمرة في دعم المستشفيات، 190 مركز استشفائي على المستوى الوطني، ثلثها مخصص لاستقبال مرضى كوفيد 19 ومعالجتهم، وكل ضغط على المنظومة الصحية، سيكون بمثابة ضغط على المرضى الاخرين الذين يحتاجون إلى البنيات التحتية.

أما بخصوص الشرط الثاني،  يوضح العثماني أنه هو القدرة على اختبار الأشخاص، يجب أن تتوفر بلادنا على القدرة على إجراء اختبارات للذين يعانون من أعراض كوفيد 19، ويجب أن يكون اكتشاف الحالات الجديدة عن طريق التحاليل المخبرية سريعا، ويجب أن نقدر على تتبع مخالطيهم ليكون التتبع فعالات.

في بداية تدبير الجائحة كان عدد الاختبارات لا يتجاوز الألف، والآن أصبحت المستشفيات الجامعية على مستوى التراب الوطني تتوفر على التجهيزات الضرورية، واليوم عندنا 13 مختبر تابع للصحة العمومية، تتبع تقنية “PCR”، وقد قامت أول أمس بإجراء 6660 اختبار على المستوى العمومي، وإذا أضفنا إليها ما تقوم به 5 مختبرات تابعة للقوات المسلحة الملكية و3 مختبرات لمؤسسات بالقطاع الخاص، فإننا ننجز حاليا أكثر من 8000 اختبار، وسوف تفتح مختبرات أخرى عمومية في الأسبوع المقبل في مدن الراشدية والناظور والداخلة إضافة إلى متخبر متنقل تعده وزارة الصحة، وهذه المختبرات تحتاج تدابير أمنية صارمة كي لا تؤدي إلى تفشي الفيروس، والهدف هو أن نصل إلى 10 آلاف اختبار يوميا، ونحن نهيء لتخفيف الحجر الصحي.

ثم أكد العثماني على أن الشرط الثالث هو توفر القدرة على المراقبة الفعالة وتتبع جميع الحالات، موضحا أن التحكم في انتشار الوباء بعد تخفيف الحجر، يشترط القدرة على المراقبة الفعالة وتتبع جميع الحالات المؤكدة ومخالطيهم بطريقة ناجعة وسريعة.
ومن هنا، يضيف العثماني، أن وزارة الصحة ووزارة الداخلية علمتا على تطوير تطبيق معلوماتي للإشعار وتتبع الحالات المحتملة التي تعرضت لفيروس كورونا الجديد يحمل اسم “وقايتنا”.

ويأتي هذا التطبيق دعما لنظام تتبع المخالطين من قبل وزارة الصحة وللمساعدة بسرعة على تحديد هؤلاء المخالطين لأشخاص تأكدت إصابتهم ب “كوفيد-19” والتكفل بهم قبل ظهور الأعراض عليهم، وبالتالي تفادي المضاعفات والوفيات، وتفادي انتقال الفيروس وتفشيه في المجتمع.

وأشار العثماني إلى أن هذا التطبيق مغربي محض، تم تطويره من طرف فريق مغربي وبمشاركة تطوعية لمجموعة من مقاولات وطنية ناشئة. كما أن معالجة المعطيات المضمنة بتطبيق “وقايتنا” تعتبر مطابقة لمقتضيات القانون رقم 09.08 المتعلق بحماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي، وتم الترخيص لها من قبل اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي.
ثم أكد العثماني أن الشرط الرابع هو التوفر على مخزون كاف من المستلزمات الطبية، بحيث أن النجاح في مواجهة الارتفاع المحتمل لحالات الإصابة، والذي ينتظر أن يتسبب فيه تخفيف الحجر الصحي، يستلزم التوفر على مخزون كاف من المستلزمات الطبية ومعدات الحماية الشخصية، وخصوصا الكمامات والمطهرات؛ “وبفضل العمل الكبير الذي قامت به صناعتنا الوطنية، فإن توفير هذا المخزون الضروري سيكون بحول الله متيسرا لمنظومتنا الصحية” يضيف العثماني.

التعليقات على العثماني يضع أربعة شروط أساسية لرفع الحجر الصحي مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

الغموض يلف صفقة تفويت “مارشي الجملة” لبناء ملعب الهوكي بالرباط

علامات استفهام طرحها مستشارون بمجلس مدينة الرباط، بعد نشر وثيقة عبر بوابة الصفقات العمومية…