بينما يترقب عبد اللطيف وهبي، استقبالا ملكيا بمناسبة انتخابه أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، وسط ترتيبات لعقد المجلس الوطني لـهذا الأخير اجتماعا مطلع مارس المقبل قصد تشكيل المكتب السياسي الجديد؛ تعالت أصوات من داخل الحزب غاضبة من المسار الذي أصبح الحزب ماضيا فيه.

في طليعة هؤلاء، النائبة البرلمانية عن “البام”، ابتسام عزاوي، التي قالت على سبيل الاستعارة إن الحمض النووي لـ”البام” تغير ولم يعد الحزب كما كان حين نشأته، وزادت أنها أصبحت وسط تنظيم غريب تماما ولا علاقة له بالحزب إبان النشأة.

وأضافت عزاوي، في تصريح لموقع “الأول” أنها انخرطت وهي شابة في الحزب وتدرجت في صفوفه إلى أن أصبحت تمثله في البرلمان، قناعة منها بالمشروع الديمقراطي والحداثي الذي يحمله، مبرزة أنها طيلة مدة انضمامها إلى “الجرار” خبرت أسسه وفلسفة اشتغاله، غير أنها سجلت في الآونة الأخيرة، وجود مواقف استنتجت عبرها أن ما أسمته استعارة بـ”الحمض النووي” للأصالة والمعاصرة تغير.

وفي تشخصيها للوضع الراهن لـ”البام”، ذكرت القيادية الشابة أن مرحلة المؤتمر الوطني الرابع، أفرزت تشكيلتين اثنتين بتوجهين مختلفين تماما؛ مجموعة من حملة المشروع الأصلي وأخرى تحمل تصورا غريبا لا يعكس المبادئ التي تأسس عليها هذا التنظيم السياسي.

محاربة حزب العدالة والتنمية مثلا؟ يسأل “الأول” فتجيب الفاعلة السياسية بالقول: “لا.. الأمر ليس بهذا التدقيق، حزب الأصالة والمعاصرة يعادي الإسلام السياسي كفكرة ويحاربه إيمانا منه بخطورته على الممارسة السياسية ككل، وبالتالي فعقيدتنا ليست هي مواجهة “البيجيدي” وإنما مواجهة الفكرة عموما سواء تجسدت في هذا الحزب أو في غيره”.

قائد “الجرار” يجري منذ فترة مفاوضات مع قيادات الصف الأول للحزب من أجل إيجاد توليفة مكتبه السياسي التي سيعرضها على المجلس الوطني المرتقب انعقاده الأسبوع المقبل قصد المصادقة عليها، في وقت مازال فيه الأخذ والرد متواصلا بشأن الأسماء التي ستؤثث المكتب السياسي الجديد، غير أن الأكيد أن جلها سيكون من “تيار المستقبل” بقيادة سمير كودار والمهدي بنسعيد وصلاح الدين أبو الغالي، ومحمد الحموتي، الذين كانوا في مواجهة الأمين العام السابق، حكيم بنشماش و”تيار الشرعية” الذي يمثله، فهل مؤخذات عزاوي وغيرها من قياديي الحزب المحسوبين على بنشماش لها علاقة باستشعارهم أنهم سيكونون خارج المكتب السياسي وباقي الأجهزة الهامة بالحزب؟

في جوابها على هذا السؤال، تقول المتحدثة إنها لا تبحث مطلقا عن أي تموقع سواء داخل المكتب السياسي أو غيره. “لقد كنت دوما  وواضحة وجريئة في التعبير عن مواقفي وحذرت أكثر من مرة من التجاوزات خلال عملية التحضير للمؤتمر قناعة مني بذلك”. تردف ابتسام عزاوي، قبل أن تزيد: “عندما نعبر عن ملاحظات من هذا القبيل، فهي صرخة حزن وغيرة نطلقها أسفا على مشروع آمنا به ونراه اليوم يزيغ عن الطريق المستقيم”، مشددة على أن وهبي أمام رهانات وصعوبات كبيرة ليست بالسهلة.

التعليقات على وهبي لازال يترقب استقبال الملك له ويرتب لعقد المجلس الوطني لتشكيل المكتب السياسي وسط غضب بعض قياديي “البام” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين

قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…