يبدو أن فضائح بديعة الراضي، عضو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لا تنتهي أبدا؛ إذ فجرت فنانة وكاتبة مسرحية تونسية تدعى نورا عرفاوي، قنبلة من العيار الثقيل، مؤكدة أنها تعرضت للظلم والتحايل على يد عضوة المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بديعة الراضي.
وبعدما استنفذت كل سبل الحصول على حقها وبذلت جل مساعي إيجاد مخرج ودي لمشكلتها مع القيادية في حزب عبد الرحيم بوعبيد، استنجدت نورا عرفاوي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لإبلاغ تظلمها وبث شكواها، وحكت في تدوينة لها على شاكلة رسالة مفتوحة للملك محمد السادس، وسمتها بـ”نداء استغاثة ورفع مظلمة من حرة من حرائر تونس”، تفاصيل تعرضها لما وصفته بـ “الظلم والتحايل من بعض المسؤولين في المملكة، الذين طغوا باسم الملك وطال ظلمهم حتى دول الجوار”. في إشارة إلى بديعة الراضي.
وقالت الكاتبة المسرحية التونسية في نص شكايتها الموجهة للملك، “أنا سيدي فنانة تونسية تعرفت على السيدة بديعة الراضي الكاتبة و عضوة ‘الهاكا’ أثناء تمثيلي لبلدي في مهرجان بمراكش، ولما شافتني وأُعجبت بي طلبت مني أن نقدم معا عملا مسرحيا مشتركا بين تونس والمغرب، وكان من خلال نص لها اسمه ‘الحكرة’، قَدَّمْتُهُ كهدية مني للمغرب ومن هنا بدأت علاقتنا”.
وتابعت المتحدثة، “ولما قَدمَتْ إلى تونس صحبة فرقة المشهد المسرحي، قابَلْتُهم وقمتُ بتكريم المغرب في شخصها وشخص الفرقة، وقمت بواجب الضيافة وطَلبَتْ مني أن نقوم بمسرحية أخرى مشتركة بيننا، وكان بحضور السيد قنصل المغرب في تونس، فرحتُ بالاقتراح وفعلا هذا ما تم، لكن هذه المرة كان الاتفاق أنني سأقدم العمل المسرحي بمقابل واتفقنا على كل شيء، ابتداء من كتابة النص الذي قدمته لفرقة المشهد المسرحي وبطلب منها حتى يقع التوليف بينه وبين نص لها”.
عرفاوي مضت موضحة: “سافرتُ للمغرب وقمت بالتدريبات وقدّمتُ أول عرض بمناسبة الاحتفال بيوم الاتحاد المغاربي وعُدتُ إلى بلدي في أمان الله، وما راعني إلا وأن أرسل لي رئيس الفرقة السيد محمد الزيات عقدا ينص فيه على أنني ممثلة فقط، وتنكر لكتابتي للنص، ولمّا سألتُه عن السبب قال لي لمَّا تأتي إلى المغرب للقيام ببقية العروض سوف نتفق، وبقيتُ أنتظر”، قبل أن تضيف: “وفي كل مرة كان يقدم لي رزنامة من العروض ثم يَعدِلُ عنها إلى أن شاهدت يوما على مواقع التواصل الاجتماعي حادث سير كان هو ومجموعة معه واكتشفت بالصدفة أنهم كانوا ذاهبين لتقديم عرض المسرحية التي قمت بكتابتها صحبة السيدة بديعة الراضي وقمت بدور البطولة فيها وقد اكتشفت أنهم يقدمونها بممثلة أخرى ودون علمي، حتى لا يعطوني مستحقاتي مع العلم أني لم أتقاضَ ولو درهما واحدا من مستحقاتي لا كممثلة ولا كاتبة”.
وأكدت التونسية نورا عرفاوي أنها عندما طالبت بحقها، تعرضت للتهديد والسب والشتم والمساومة وقيل لها بصريح العبارة إن النص سيظل مكتوب باسم بديعة الراضي فقط، مبرزة أنها قدمت شكاية للنقابة واتصلت بالقنصل، لكن بدون أي نتيجة تذكر.
الأكثر من ذلك، كشفت الكاتبة المسرحية التي حظيت بأكثر من مناسبة تكريم بالمغرب، أن المخرج المسرحي، خالد الزيات، أخبرها بأن من يواجه بديعة الراضي كمن يحارب دولة، “لكونها معينة من قبل الملك ومن يمسها كأنه مسّ الملك”. على حد تعبيرها.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تلاحق عضو المكتب السياسي لحزب عبد الرحيم بوعبيد، تهما من هذا القبيل؛ إذ سبق لزجال مغربي يدعى عبد الإله متوكل، أن رمى بديعة الراضي، شهر مارس المنصرم، بتهمة سرقة مطلع نص مسرحي عبارة عن زجل تعود ملكيته إليه، مشددا في شريط فيديو على أنه تعرض للاستغلال وتم سلبه نصه بطريقة غير قانونية.
ويرتبط اسم بديعة الراضي بالعاصفة التي أحدثها تعيينها حكيمة من حكماء الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، الموضوع الذي خلق ضجة واسعة، لم تقتصر فقط على الأوساط الإعلامية، بل انتقلت إلى قلب المؤسسة التشريعية، حيث وُجهت اتهامات إلى الحبيب المالكي، القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي ورئيس مجلس النواب، باعتماد معيار الولاء الحزبي في اقتراح ممثلي مجلس النواب في الهيئات الدستورية، سيما وأنه لم يستشر مع أجهزة الغرفة الأولى للبرلمان في هذا الشأن.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…