شكل النهوض بجاذبية المجالات الترابية والتحديات المرتبطة بها، محور ورشة نظمت اليوم الجمعة بطنجة، في إطار النسخة الثانية للمناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.
واستعرض المتدخلون في ورشة بحثت موضوع “تحديات تفعيل اختصاصات الجهات للنهوض بالجاذبية الترابية”، التجارب المحلية في تنزيل ورش الجهوية المتقدمة وتهيئة المجالات الترابية وتنميتها وتطوير جاذبيتها واستدامتها، وكذا التحديات التي يتعين على الجهات رفعها استجابة لتطلعات مختلف الفاعلين الوطنيين والشركاء الدوليين.
وفي هذا الصدد، استعرض رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، ينجا الخطاط ، التجربة الجهوية في تنزيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن مجلس الجهة عمل على جعل هذه الأخيرة تضطلع بدورها كمحرك أساسي للتنمية المحلية وشريك للدولة وفاعل في إطار المحيط المحلي والجهوي.
وأكد ينجا أن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية أعطى دفعة خاصة للجهوية المتقدمة منذ إطلاقه، وأسهم في إعادة بناء الجهة تنظيميا لكي تضطلع بالأدوار المنوطة بها على أكمل وجه، من خلال توفير الرأسمال البشري المؤهل لتعزيز التنمية المحلية، مضيفا أن هذا النموذج عزز أيضا من الجاذبية الترابية لجهة الداخلة وادي الذهب.
وأبرز أن جهة الداخلة أضحت اليوم قطبا اقتصاديا تنافسيا، ليس فقط باعتبارها رافعة للاقتصاد الوطني والجهوي، لكن أيضا من خلال دورها المعزز للاندماج والتعاون الاقتصادي مع دول الساحل ودول إفريقية أخرى.
من جهته، أكد الكاتب العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، يونس بنعكي، أن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية حمل رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، مضيفا أن هذه الرؤية ترجمت إلى مشاريع عملية وملموسة تركز على أبعاد متكاملة.
وأشار في هذا السياق إلى أن هذا النموذج أولى عناية خاصة بالبعد البشري، حيث جعل من المواطن منطلقا لكل البرامج التنموية. كما اهتم بالبعد المندمج، من خلال اعتماد منظور شمولي يربط بين الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
وأضاف بنعكي أن هذا النموذج التنموي الشامل وضع أسس تنمية متكاملة من شأنها تعزيز جاذبية الأقاليم الجنوبية للمملكة وتنافسيتها الترابية، لتصبح نموذجا يحتذى به في تحقيق التطور المتوازن والمستدام.
من جانبه، استعرض رئيس مجلس جهة مراكش- آسفي، سمير كودار، الاستراتيجية الجهوية بالجهة، بدءا بالتصميم الجهوي لإعداد التراب، وبرنامج التنمية الجهوية، والمخطط المديري الجهوي لتدبير النفايات الصناعية، والمخطط التوجيهي لتطوير المناطق الجبلية، علاوة على الاستراتيجية الجهوية للتشغيل والمخطط الجهوي للتنقل والنقل.
وبخصوص تعزيز الجاذبية الاستثمارية بالجهة، توقف كودار عند سلسلة من المبادرات الرامية إلى دعم الأنشطة الاقتصادية والمقاولاتية، من قبيل مشروع القطب الصناعي تامنصورت الذي يسعى إلى تطوير 40 هكتارا من العقار الاقتصادي ورفع الاستثمار والقيمة المضافة بالجهة، وخلق مئات فرص الشغل على مستوى ولاية مراكش، والمنطقة الصناعية خط أزكان بإقليم آسفي، الذي يروم تطوير المنظومة الصناعية بالجهة.
كما استعرض مجموعة من المشاريع واتفاقيات الشراكة بين الجهة والوزارة الوصية، تشمل تثنية عدد من الطرق الوطنية الرابطة بين مدينة مراكش ومدن أخرى بالجهة أو خارجها، مشيرا إلى أن قيمة المشاريع الممولة من طرف الجهة بلغت مليارا و600 مليون درهم، من أصل 3 ملايير درهم.
ويشكل هذا الحدث، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، تحت شعار “الجهوية المتقدمة بين تحديات اليوم والغد”، لحظة مهمة في تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، باعتباره إصلاحا هيكليا وخيارا استراتيجيا لتعزيز مسار التنمية الترابية، وذلك في ظل التوجيهات الملكية السامية.
وسيسلط المشاركون في هذا اللقاء المنعقد على مدى يومين بمبادرة من وزارة الداخلية وبشراكة مع جمعية جهات المغرب، الضوء على المبادرات الناجحة والمشاريع الهيكلية المنجزة في مختلف الجهات، بهدف تشجيع تبادل الخبرات والتفكير في حلول مبتكرة ومناسبة للتحديات الترابية.
المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات
دعا مشاركون في جلسة نقاش حول “تحديات تمويل البرامج الاستثمارية للجهات”، اليوم الجمعة بطنجة…