قدم العربي الشرقاوي أحد قياديي حزب الاستقلال، استقالته من هياكل الحزب، وذلك احتجاجا على الاوضاع التي يعيشها حزب الميزان، في السنوات الأخيرة، خصوصا ما وصفها العربي “المأساة التي عشتها يوم السبت 27 أكتوبر 2018 بالقاعة المغطاة بالمركب الأمير مولاي عبد الله بمدينة الرباط”
وأضاف العربي في استقالته التي حصل “الأول” على نسخة منها، “كنت شاهدا على تنحية المبادئ التي تربيت عليها و عاينت اغتيال قوانين الحزب التي كانت عبر سنين القاسم المشترك الذي جمع كل الاستقلاليات و الاستقلاليين كيفما كانت مسؤولياتهم و مراكزهم الاجتماعية رأيت بعض المناضلات و المناضلين الذين خبرتهم لسنوات ينبطحون أمام جبروت المال و أصحابه و البعض الآخر مذهولا لما يقع لحزب علال الفاسي ذلك الحزب الذي كان يلقب ب:”ضمير الأمة”، شاهدت بعضا ممن صدرت في حقهم أحكام قضائية كيف يقررون في مصير الحزب …”.
واتهم الشرقاوي من وصفهم ب “زمرة من المحسوبين على حزب الاستقلال من طينة مخالفة لطينة أحرار الحزب “، بأنهم “عصابة من الانتهازيين والوصوليين والانقلابيين يبذلون جهدا كبيرا لشراء دمم مستضعفي الضمير من أجل أن يكونوا القدوة في كل شيء: في مراكز المسؤولية والمال والجاه و من سارقي نضال أحرار الحزب، بل أن يكونوا من صناع القرارات ، و الآمرون الناهون في دواليب الحزب لأنهم و في غفلة من الاستقلاليات و الاستقلاليين استولوا على الهيآت و المنظمات الموازية للحزب و على مؤسساته المحلية و الإقليمية و الوطنية أنهم يتحكمون في مصير الحزب “.
وهذا هو نص الاستقالة كاملا
بسم الله الرحمن الرحيم
الرباط في: الأحد 28 أكتوبر 2018
إلى
الأخوات الاستقلاليات والإخوة الاستقلاليين
تحية طيبة
في ظل الظرفية الدقيقة التي يمر منها تنظيمنا الحزبي انتابتني مشاعر التردد كثيرا، قبل أن أخبركم بقراري المصيري هذا، والذي من شأنه تغيير مسار ما تبقى من حياتي، متقدما إليكم في البداية بخالص شكري وعظيم امتناني على كل ما بذلتموه في حقي من حميد المساعي وجليل الأعمال، مخبرا إياكم بأن ساعة استراحة أخيكم العربي الشرقاوي المحارب والمناضل قد دقت، نظرا لشعور الغربة الذي يغمرني يوما بعد آخر، علما أن أصدقاء عديدين لي أخبروني بنفس الإحساس والامتعاض، كأن الزمن الذي يعيشه جيلي اليوم في الحزب ليس زمننا.
وتحضرني في هذه اللحظة صورتان اثنتان لأخوين عزيزين علي يرحمهما الله، كانت لهما عندي مكانة و معزة خاصة، أولهما الأخ المرحوم المناضل نور الدين الزمراني، الذي علمني المعنى العميق للصداقة، وأقنعني بعد ذلك بالانتماء لحزب الاستقلال، بعدما أهداني أحد منشورات الحزب تحت عنوان “الحرية” لملهمنا جميعا الزعيم الراحل علال الفاسي، وهي محاضرة لفقيد المغرب زعيم التحرير علال الفاسي رحمه الله، وثانيهما الأخ المرحوم المناضل أنس بننغموش، الذي علمني الأمانة و الصدق والوفاء للأصدقاء، استحضرت الفقيدين وسوف أستحضرهما دائما كلما ضاقت بي الدنيا، لأنهما كانا رمزين للصبر والوفاء والانضباط الاستقلالي القح.
أخواتي المناضلات، إخواني المناضلين.
يمر أمامي، و أنا أخطط هذه السطور ، شريط حياتي والذي عشته مع الأخوين نور الدين وأنس وأصدقاء آخرين وهم كثر وأحمد الله على صحبتهم لأنني تعلمت منهم الشيء الكثير ولذلك سأروي بعض المعاناة والثعب الذين ألم بي في السنوات الأخيرة : حين التحقت بالحزب في بداية السبعينات من القرن الماض ناضلت بالمفهوم الحقيقي للنضال سواء في الميدان و الساحات أو داخل القاعات أو الصالونات في المغرب أو خارجه و بمختلف هيأت الحزب و جمعيات المجتمع المدني محليا و إقليميا و وطنيا و لم أجعل في يوم من الأيام مسؤولياتي داخل الحزب مطية لتحقيق أغراض شخصية بل كنت المدافع على مناضلات و مناضلي الحزب ليتبوؤوا المكانة التي يستحقونها سواء في الحزب أو في إدارات و مؤسسات الدولة ، لا أخفي انتمائي الاستقلالي كيف ما كانت الظروف، كنت فخورا به سواء كنا في المعارضة أو في الحكومة، مدافعا عن رموزه وقادته و اختياراته، لأنني أعتبر التعادلية الاقتصادية والاجتماعية هي التصور الواقعي و الوحيد الذي من شأنه تخليص المغرب من كل الآفات الاجتماعية، وهي التي ستمكن المغاربة من العيش الكريم، وحين أضع استفهامات على نفسي أو يضعها عليّ آخرون من أعضاء الحزب أو من خارجه أستفسر بعض قادة الحزب أو أبحث في إحدى مؤلفات الزعيم لتكوين قناعة في الموضوع ، للإجابة عن السؤال أو الإشكالية المطروحة.
وخلافا لهذا الاختيار الأخلاقي و النضالي بدأت ألاحظ أن زمرة من المحسوبين على حزب الاستقلال من طينة مخالفة لطينة أحرار الحزب ، إنهم عصابة من الانتهازيين والوصوليين والانقلابيين يبذلون جهدا كبيرا لشراء دمم مستضعفي الضمير من أجل أن يكونوا القدوة في كل شيء: في مراكز المسؤولية والمال والجاه و من سارقي نضال أحرار الحزب، بل أن يكونوا من صناع القرارات ، و الآمرون الناهون في دواليب الحزب لأنهم و في غفلة من الاستقلاليات و الاستقلاليين استولوا على الهيآت و المنظمات الموازية للحزب و على مؤسساته المحلية و الإقليمية و الوطنية أنهم يتحكمون في مصير الحزب .
لقد أصبحتُ مع هذه العصابة مثل “مسيلمة الكذاب”، أي بكل بساطة ذاك المثال غير النموذجي لمناضلات ومناضلي الحزب، مما بات معه من اللازم أن أستعجل الانسحاب والتنحي من كل مسؤولياتي الحزبية، وأكون بالتالي منسجما مع قناعات ومع مبادئ زماني الغابر، ليبقى كل الاستقلاليين والاستقلاليات أمام ما يمليه عليهم ضميرهم، فأنا شخصيا لا أطيق النفاق والكيل بمكيالين ولغة الخشب والمجاملة الضارة أو الانبطاح والهرولة لأني تعلمت الوفاء والصدق وقول الحقيقة وآمنت بالحرية ولن أكون إلا العربي ذلك المناضل الحر.
أخواتي المناضلات، إخواني المناضلين.
و مما سرع بقراري هي المأساة التي عشتها يوم السبت 27 أكتوبر 2018 بالقاعة المغطاة بالمركب الأمير مولاي عبد الله بمدينة الرباط حيث كنت شاهدا على تنحية المبادئ التي تربيت عليها و عاينت اغتيال قوانين الحزب التي كانت عبر سنين القاسم المشترك الذي جمع كل الاستقلاليات و الاستقلاليين كيفما كانت مسؤولياتهم و مراكزهم الاجتماعية رأيت بعض المناضلات و المناضلين الذين خبرتهم لسنوات ينبطحون لأمام جبروت المال و أصحابه و البعض الآخر مذهولا لما يقع لحزب علال الفاسي ذلك الحزب الذي كان يلقب ب:”ضمير الأمة” شاهدت بعض ممن صدرت في حقهم أحكام قضائية كيف يقررون في مصير الحزب ….تألمت كثيرا لأن الأمل الذي عشت من أجله تبخر في رمشة عين لأن الحزب الذي ناضلت من أجله لم يعد حزب الاستقلال الذي التحقت به حين قدم لي أخي صديقي المرحوم نور الدين الزمراني تلك المحاضرة المسماة “الحرية” لزعيم التحرير علال الفاسي رحمه الله.
أخواتي المناضلات، إخواني المناضلين.
لقد رويت لكم بكل إخلاص وباختصار شديد بعض ما يختلج كياني الداخلي، وأطلب منكم أن لا تؤاخذوني على قراري المتعلق بالاستقالة من جميع المسؤوليات الحزبية وأن تيسروا إلى ّ التنحي من هذا الحزب الذي يسكن أعماقي وكياني، ولن أموت إلا استقلالي علالي كما عرفتموني.
الإمضاء
العربي الشرقاوي
لفتيت يزف بشرى للمغاربة.. الداخلية تستعد لإخراج مشروع لتجديد جواز السفر عن بعد
تستعد وزارة الداخلية لإخراج مشروع ينتظر منه تسهيل تجديد جوازات السفر للمغاربة، دون اللجوء …