مأساة.. المغاربة العالقين بالخارج: مواطنون يموتون بسبب الضغط النفسي وتصريحات وزير الصحة “استغباء”

People wait to cross the Spanish border with Morocco in Ceuta on March 13, 2020. - Morocco suspended air and sea links with France and Spain, and closed its border with two Spanish North African enclaves, to prevent the spread of coronavirus, officials said. Rabat's decision to close frontiers around Ceuta and Melilla shuts the only land border between Africa and the European Union. (Photo by JORGE GUERRERO / AFP)

استقبل المغاربة العالقين بالخارج بسبب “كورونا”، تصريحات وزير الصحة الأخيرة بشأن وضعهم، بخيبة أمل كبيرة وبغصة دفعتهم إلى التلويح بطرح ملفهم على المنظمات الحقوقية الدولية ليجد طريقه نحو الحل بما تنص عليه المواثيق والمعاهدات الدولية.

وسجل هؤلاء أن “فتح المجال الجوي لموظفي إحدى الشركات يعتبر كيلا بمكيالين في الوقت الذي تغلق الحكومة هذا المجال في وجه العالقين”، مؤكدين أنهم شرعوا في جرد وفيات في صفوفهم لعالقين رحلوا عن الدنيا بعد أن تعرضوا لضغط نفسي رهيب لم يتحملوه.

وكان وزير الصحة، خالد آيت طالب، قد أعلن بحر الأسبوع الجاري خلال اجتماع لجنة الخارجية بمجلس النواب شروع الحكومة في ترحيل المغاربة العالقين بالخارج على دفعات بناء على تعليمات ملكية، مبرزا عزم الحكومة استقبال 300 عالق في الأسبوع، مع إمكانية رفع هذا العدد وفق تطور الوضع الوبائي بالمغرب، غير أنه عاد ونفى تصريحه، مع العلم أن هناك شريط فيديو يوثق ذلك.

المغاربة العالقين بدول المعمور، اعتبروا هذه الخطوة، حتى وإن تم أجرأتها، “استغباء ومهزلة”، فبعملية حسابية بسيطة لن يمكن من استكمال إجلاء كل العالقين إلا بعد أزيد من سنتين، يقول بيان صادر عنهم توصل “الأول” بنسخة منه، مبرزا أن حكومة العثماني “تتعامل معهم كأقل من لا شيء، بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من المنفى القسري وأزمة إنسانية لم يشهد لها مثيل ضمن عالقي بلدان العالم”.

واستغرب الغاضبون نفي الوزير لمضمون تصريحه المسجل، منتقدين “عدم تضمين نفيه تصحيحا للمعلومة عبر إعطاء العدد الحقيقي المزمع ترحيله وفق وتيرة معلومة محددة في الزمان والمكان”.

كما استنكروا “الترويج الماكر لخطاب حكومي يصور العالقين ككتلة من الفيروسات تهدد الأمن الصحي للبلاد مع أنهم خضعوا للحجر الصحي في بلدان استقبالهم، واحتمال إصابتهم أو نقلهم للعدوى لا تفوق احتمال أي مواطن داخل الوطن”، واتهموا الحكومة بتأليب الرأي العام الوطني ضدهم بهذا الخطاب”، مشددين على أن جل التصريحات الحكومية “لم تكن إلا صدمات تلو الأخرى ومصدر قهر وألم ويأس لكل العالقين، وأن تضارب تلك التصريحات وتناقضها من وزير لآخر خلت من كل حس إنساني يراعي ظروف العالقين وأزمتهم التي تزدادا تعميقا”.

ويطالب المغاربة العالقين بالخارج الحكومة بالإفصاح عن موقفها الحاسم من أزمتهم، حتى يتبينوا أمرهم ويبادروا إلى البحث عن سبل تسوية وضعيتهم القانونية بشكل نهائي ببلدان الاستقبال وفق ما يقتضيه القانون الدولي بخصوص وضعية من تخلت عنه حكومة بلده.