بخفي حنين، هكذا عاد تلاميذ متفوقون في البكالوريا بأفقر جهة في المغرب، من حيث قدموا دون أن يتمكنوا من تحقيق ما كانوا يأملونه، بعدما حرموا من الاستفادة من دورات تكوينية وتأطيرية تحضيرا لمباريات ولوج المعاهد والمدارس العليا بالعاصمة الرباط، في إطار مشروع “رحلة التميز” الذي أطلقته مؤسسة “درعة تافيلالت للخبراء والباحثين”.
وعقب رحلة سفر مضنية، كان عنوانها الأبرز هو المنع؛ بدأت أولى الحلقات من إقدام ولاية جهة درعة تافيلالت، مطلع يوليوز الجاري، على توقيف سيارات النقل المدرسي التي كانت تقل تلاميذ جهة درعة تافيلالت المتفوقين، ومنعتها من مواصلة طريقها نحو الرباط، مرورا بمنعهم من المبيت في مؤسستي إيواء تابعتين لوزارة التربية الوطنية، بعدما تمكنوا من السفر إلى الرباط عبر سيارات الأجرة الكبيرة، وصولا عند منعهم مرة أخرى من المبيت في مؤسسة سياحية خاصة ببوزنيقة، بمبرر أن إدارة هذه الأخيرة تلقت تعليمات؛ مما اضطر اللجنة المشرفة على هذه المبادرة لإعادة التلاميذ البالغ عددهم 200 تلميذ وتلميذة، إلى المناطق التي يتحدرون منها والموزعة على زاكورة، الراشيدية، الريش، ورزازات.
وعاد “أطر الغد” إلى أدراجهم يجرون خيبة الأمل ومعها علامة استفهام كبيرة حول أسباب المنع الخفية التي تسببت في نسف التكوين الذي كان مبرمجا أن يتلقوه. وفيما هناك تكتم على مستوى دواعي المنع، الواضح أن هؤلاء التلاميذ تحولوا لكرة تتقاذفها الأهواء والمصالح السياسية، وكانوا لعبة في حرب الانتخابات الطاحنة، فهل السبب في حرمانهم من التكوين مرتبط بخرق الحبيب الشوباني للقوانين الجاري بها العمل في هذا الإطار، وعدم اتباعه المساطر القانونية اللازمة؟ أم أن السبب يرجع لحرب بين السلطة والعدالة والتنمية، وقودها أبناء الشعب البسطاء؟
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…