حاصر نواب برلمانيون سواء من الأغلبية أو المعارضة، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي والأخضر، مولاي حفيظ العلمي، بعدد من الأسئلة والمؤاخذات بشأن التداعيات السلبية لقرار الإغلاق الليلي الذي أقرته الحكومة على مستوى كافة التراب الوطني طيلة شهر رمضان، لتطويق تفشي جائحة “كوفيد 19”.
وحملت تدخلات مختلف الفرق والمجموعة النيابية بمجلس النواب، خلال انعقاد جلسة الأسئلة الشفهية، اليوم الإثنين، انتقادات شديدة اللهجة للحكومة، بسبب عدم اتخاذها إجراءات مواكبة لقرارها القاضي بشل حركة المغاربة عقب الإفطار، وهي الخطوة التي أجمع “نواب الأمة” على أنها أضرت فئات واسعة يرتبط مصدر عيشها بفترة الليل.
فريق العدالة والتنمية، الذي افتتح حصة التعقيبات، قال نائبه البرلماني مصطفى القوري، إن “التداعيات السلبية لجائجة “كورونا” مازالت متتالية على عدد من القطاعات الإنتاجية رغم المجهودات الحكومية المبذولة”، مبرزا أن قرار الإغلاق الليلي أثر سلبا على عدد من القطاعات، كما ألحق الضرر بعدد من الجهات، في مقدمتها الجهة الشرقي بوصفها منطقة حدودية.
وتحدث القوري ضمن كلمته، عن الأضرار الاجتماعية والاقتصادية التي تكبدتها ساكنة الجهة، في ظل ارتفاع البطالة دون توفير بديل اقتصادي، مما يستوجب، بحسبه، وضع إجراءات لمواكبة المتضررين من قرار الإغلاق، مع بحث إمكانية التراجع عنه.
برلماني “البيجيدي”، سجل، بالمقابل، تأخرا في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بدعم الفئات الهشة ومعها المقاولات المتضررة، داعيا الحكومة إلى توضيح التدابير بدقة واتخاذ إجراءات مستعجلة دون تأخير، قصد تأهيل هذه المقاولات وجعلها قادرة على رفع التحديات والرهانات المستقبلية والاستفادة من التكنولوجيات الحديثة.
من جهته، هاجم هشام المهاجري، نائب برلماني عن فريق الأصالة والمعاصرة، الوزير العلمي وباقي وزراء حكومة سعد الدين العثماني، مخاطبا إياه بالقول: “طقوسكم السيد الوزير كوزراء ومدراء تختلف عن طقوس المغارية، لأنكم كلكم تقطنون في أحياء الرياض وكاليفورنيا، تتوفرون على مساحات خضراء شاسعة. حتى حاجة ما خسرات لكم وما تغير عندكم والو ملي سديتوا علينا”. وفق تعبيره.
وواصل المهاجري تصريف غضبه على الوزير: “ما يمكنش شي باراج ديال البوليس يوقف فالرياض ولا فطريق زعير أو فبير قاسم أو كاليفورنيا”، مضيفا: “أنت مسؤول عن ملايين المغاربة الذين يشتغلون في القطاع غير المهيكل، فأين كنت عندما اتخذ القرار؟”، قبل أن يتابع: “هذه الحكومة تحرص على مصالح رجال الأعمال، على حساب مصالح التجار والعمال غير المهيكلين”.
الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، رمى الحكومة بدوره باتهمات وانتقادت لاذعة، حيث شدد نائبه البرلماني، محمد الحافظ، على أنها “تحارب الفئات الهشة، مقابل حماية الشركات والمصانع الكبرى”، لافتا ضمن كلمته إلى مرور قرابة أسبوع على سريان مفعول حظر التجول الليلي، دون إعلان الحكومة عن إجراءات موزاية له.
وزاد الحافظ: ” لقد منحتم فرصة لبعض الدكاكين السياسية التي تستغل اليوم الأزمة الصحية لأغراض انتخابوية، عبر توزيع القفف على المعوزين، مستغلة بذلك حاجة المتضررين من هذا القرار”، موردا أن الحكومة “أكدت أن البعد الاجتماعي والاقتصادي والإنساني للمغاربة لا يهمها، وسلكت الهروب إلى الامام، مجسدة بذلك مظاهر الارتباك والتردد والانتظارية والارتجال الذي يطبع عملها”.
وفي كلمة باسم الفريق الاشتراكي، اتهم شقران أمام، الحكومة بممارسة نوع من التعذيب النفسي على المواطنين، مشيرا إلى أنها تتخذ القرارات في آخر لحظة، بينما يظل المواطن يتساءل.
وخاطب شقران الوزير العلمي قائلا: “إذا طالت الجائحة، لا يمكن لهذه القرارات أن تستمر. إننا نتحدث عن التعايش مع الجائحة وليس الانتحار معها. وبالتالي فالتعايش يقتضي أن تبقى الحياة مستمرة في جميع جوانبها بالنسبة لجميع المواطنين”.
من جانبها، وصفت برلمانية المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، فاطمة الزهراء برصات، الحكومة بـ”الصماء التي لا تنصت إلى نبض الشارع وصوت المواطنين”، وقالت في تدخلها: “نحن نعلم أن القطاع غير المهيكل يكتسح بلادنا، ورئيس الحكومة سد على كورونا فالليل ولكن كاين مواطنين كيشتغلوا غير بالليل”.
وأكدت برلمانية “الكتاب” أن قرارات من قبيل حظر التجول، يكون فيها عنصر الزمن حاسم، لافتة إلى وجود فئة واسعة من المواطنين المغاربة لم تعد تجد ما تسد به رمقها بسبب ذلك، قبل أن تختم قائلة: ” لقد أخلفتم مجددا الموعد مع المواطنين الملتزمين والمنضبطين للقرارات الصحية، الذين ينتظرون تدابير حقيقية عاجلة”.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…