هجوم قوي شنته برلمانيات حزب الأصالة والمعاصرة ضد نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، على خلفية تصريحاتها الأخيرة حيال البرلمانية عن “البام” وئام المحرشي، حيث اعتبرن صوتها “نشازا” في عالم السياسة وسخرن من خسارتها الانتخابات.
وعبرت زهاء 18 نائبة برلمانية عن “البام” في رسالة مفتوحة إلى منيب، عن صدمتهن إزاء ما جاء على لسانها من تصريحات موثقة بالصوت والصورة في سياق حملة الانتقادات التي تعرضت لها مؤخرا أصغر برلمانية في المغرب.
وقالت البرلمانيات مخاطبات منيب: “دعينا السيدة «الزعيمة » نخبرك بأننا لم نصدق للوهلة الأولى ما تناهى إلى مسامعنا من تصريحك، وكيف انخرطت فيما يشبه النميمة لا بل هي نميمة سياسية بامتياز، في اجترار لنفس المزاعم والخوض فيها بشكل يستبطن الكثير من الخبث وبؤس قليلي الحيلة، وانحصار الأفق، و بنفس شعبوي لا تخيل مراميه على أحد، بما لا يليق « بزعيمة » يفترض فيها بحكم انتمائها الحزبي، التشبع بقيم الديموقراطية الحداثية المؤمنة بان الشباب هو محرك كل التحولات الديموقراطية”.
وأضافت البرلمانيات: “تسمحين لنفسك بأن تنهالي على شابة في عمر بناتك، وتكيلي لها السباب وليس لشيء إلا لأنها تذكرك بخيبة أملك في الوصول إلى مقعد في البرلمان من باب اللائحة الوطنية التي لطالما اعتبرتها ريعا وجب إلغاؤها، ومع ذلك تقدمت إلى الانتخابات من خلالها”.
نائبات “الجرار” واصلن تصريف هجومهن ضد الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد بنفس تصعيدي: “يبدو أن ندبة خسارتك للاستحقاق الذي كان من المفروض « كزعيمة» حزبية أن تلجيه من باب التنافس الديموقراطي المحلي، ورغبتك الجامحة على الدوام في البروز ولو على مطية التفاهة أنستك موقعك وما يفرضه عليك من التحلي بالمسؤولية، والتبصر، والتعقل والحكمة والرزانة كفاعلة سياسية حداثية متشبعة بقيم الديموقراطية وحقوق الانسان” .
خرجة منيب الأخيرة التي أثارت استهجان ليس فقط عدد من الوجوه السياسية التقدمية بل حتى تلك المحسوبة على التيار “المحافظ”، فسرتها برلمانيات البام بكونها انعكاس للهوس الانتخابي وللخسارة التي مُنيت بها فتحولت إلى غصة في الحلق، وعقدة تنفلت من عقالها في كل وقت وفي أي مجال، معددات المواقف التي وضعت فيها نفسها وصارت محط سخرية، آخرها حول “كورونا” ونظرية المؤامرة.
وتابعت الرسالة: “الزعيمة المرموقة والأستاذة الفاضلة.. إن حديثك عن العتبة وهي في حقيقة الأمر عقبة في وجه طموحاتك التي تفوق على ما يبدو إمكانياتك بكثير، لأنك اخترت الصعود دون سلك طريق العمل الجاد والنضال والتضحية المستمرة، من أجل تحقيق امتداد شعبي يثبت كينونتك السياسية والحزبية وبجدارة، استبحت لنفسك المساس بأسرة بأكملها ومارست عليها عنفا رمزيا ولفظيا”.
ومن باب الكشف عن تناقضاتك، تردف البرلمانيات مخاطبات منيب: “تستوقفنا عنجهيتك الزائدة وجرأتك المزيفة للحديث عن الأسر الانتخابية والريع الانتخابي، وككل مرة وهذا دأبك طبعا و بمنطق -حلال علي و حرام على غيري – نود تذكيرك السيدة الزعيمة بأنك وزوجك سبق وترشحتما لاستحقاقات سنة 1997، ولو حالفكما الحظ آنذاك لكنتما في نفس الوضع الذي تستهجنينه اليوم وتثيرينه بكثير من السخرية التي تستبطن حقدا دفينا لا يخيل على احد، ونحن طبعا لا نصادر حقكما في الوصول الى قبة البرلمان ما دام ليس في القانون ما يمنع ذلك”.
نون نسوة الأصالة والمعاصرة اتهمن منيب بإدمان النميمة وامتهان اللغوصة، وعبرن عن ذلك بالقول “لقد أدمنت النميمة وامتهنت اللغوصة، فمتى تدركين أنّ للصبر حدودا لا ينبغي لأحد تجاوزها، وإن كنت ممن يعتقدون أنهم من فئة الكبار والمثقفين، فاعذرينا إن صرخنا اليوم في وجهك بأعلى صوتنا: كفى.. لقد أجهزت بعجرفتك ورعونتك على كل شيء بما فيه الاحتفاظ بصورة مشرفة في ذاكرة المغاربة تبعث على أمل في قدرة المرأة على أخذ مشعل الزعامة والقيادة، فبلوغ الأهداف السامية لا يتأتى إلا بالوسائل السامية، وليس عن طريق الشعبوية والكيل بمنطقين، ودعينا نصارحك بأن اسكزوفرينيتك فوق الاحتمال”.
وختمن: “أمام هكذا خروج في ظل هذا السياق الاستثنائي، لم يعد يخامرنا شك في أنك صوتا نشازا في الحقل السياسي، ففي الوقت الذي يتجه فيه كل الفاعلين السياسيين الى تخليق الحياة السياسية الوطنية بما يعكس إرادة النخب السياسة في اعادة الثقة في السياسة، وفي الوقت الذي تتظافر فيه الجهود لتعزيز حضور النساء والشباب في المشهد السياسي، وفي مواقع المسؤولية، تنتصبين سيدتي من داخل هذا الحقل لتعلني إصرارك على معاكسة تيار العمل السياسي الجاد من اجل مغرب المستقبل، مغرب التنمية وحقوق الإنسان والمساواة”.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…