أثار تحالف حزب العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، بعد انتخاب مرشحة هذا الأخير، فاطمة الحساني، رئيسة لمجلس الجهة، ردود فعل قوية، راحت في مجملها إلى استهجان هذه الخطوة وطرح علامات استفهام كبيرة حول حيثيات تغيير “البيجيدي” موقفه من حزب كان يشكل التعامل معه إلى حدود الأمس القريب خطا أحمر.

الأمانة العامة والضوء الأخضر

وردا على عدد من التدوينات والتصريحات التي قالت فيها قيادات في حزب “البيجيدي” إن قرار التحالف مه “البام” لم يدبر على مستوى الأمانة العامة للحزب، ولم يطرح على طاولة النقاش، أكد القيادي في العدالة والتنمية سعيد خيرون، الذي انتخب يوم أمس الإثنين النائب الأول لرئيسة جهة الشمال، أن “ما تم اتخاذه من قرارات صادرة عن الكتابة الجهوية للحزب وعن فريق منتخبي الحزب بمجلس الجهة، تم أخذ فيه الضوء الأخضر حول الموضوع من قبل لجنة من الأمانة العامة، يترأسها الأمين العام”، مبرزا أن “جميع الخطوات التي تم تبنيها كانت تحت إشراف ومتابعة من طرف سعد الدين العثماني إلى حدود لحظة التصويت”.

وأضاف خيرون في تدوينة نشرها على فيسبوك: تفاجأت بتدوينات حول التحالف الذي تم اليوم الاثنين 28 أكتوبر 2019 بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وللأسف من طرف قيادات حزبية التي لم تقم حتى بالاتصال بالمعنيين بالأمر قصد التأكد من صحة ما يروج، كون هذا التحالف تم دون استشارة أو علم الأمانة العامة والهيئات المجالية المعنية”.

قرار أخرق وفاقد للمشروعية 

تدوينة خيرون تأتي ردا على النائب البرلماني عن العدالة والتنمية، محمد خيي، الذي كان قد قال في تدوينة طويلة نشرها على حسابه “فيسبوك”: “لم تشفع لي صفة نائب الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية، جهة طنجة تطوان الحسيمة، بالاطلاع مسبقا على قرار التحالف مع “البام”، فقد عرفت بالأمر من خلال المواقع الالكترونية كباقي الناس، صحيح أنني اعتذرت عن حضور آخر اجتماع للكتابة الجهوية يوم 20 اكتوبر بسبب وعكة صحية، لكنني تابعت أهم مخرجات الاجتماع وخصوصا إصدار بلاغ للرأي العام يدين التحكم في الأغلبية و يستهجن إعادة سيناريو 2015، وبعده تم إعلان ترشيح الأخ سعيد خيرون لمنصب رئيس الجهة، بما يعني أنه لا جديد في الأفق”.

وأبدى خيي استغرابه من قرار حزبه سحب الترشيح للرئاسة ومعه المشاركة في مكتب جهة طنجة تطوان الحسيمة والتحالف مع الأصالة والمعاصرة في الدقائق الأخيرة من الولاية الانتدابية والحصول على مقعدين في المكتب وتسمية سعيد خيرون ونبيل الشليح من العدالة والتنمية، نائبين للرئيسة الجديدة للجهة التي تنتمي إلى الأصالة والمعاصرة .

المتحدث أضاف أنه كان يعتقد أن الأمانة العامة للحزب هي التي اتخذت القرار في لقاء عاجل لمباركة هذا التوجه وأيضا لتفعيل المساطر الداخلية للحزب لانتخاب الأشخاص المناسبين للمناصب المقترحة في الأغلبية الجديدة، غير أنه تفاجأ من اندهاش بعض أعضاء الأمانة العامة لهذا القرار وبعدم علمهم بهذه التفاصيل، والأدهى من ذلك، يشدد خيي، على أن “الأمانة العامة لم تجتمع ولم تناقش هذا الأمر”، واصفا مشاركة “المصباح” في مكتب جهة طنجة تطوان الحسيمة بالقرار “الأخرق” وذلك لاعتبارات أخلاقية و سياسية وتدبيرية، كما أن هذه الخطوة وفق المصدر ذاته، “فاقدة للمشروعية لأنه لم يتم اتخاذها حسب علمي من طرف اي مؤسسة حزبية”.

تحالف انتخابي وليس سياسيا! 

أوضحت الأمانة العامة لـ”البيجيدي” على لسان سليمان العمراني، أنها خلصت في اجتماعها الذي عقدته أمس الإثنين إلى أن “دخول العدالة والتنمية للأغلبية بمجلس الجهة المذكورة، خطوة مهمة نأمل منها فوائد عديدة”، لافتا إلى أن “هذا تحالف انتخابي وتنموي ذو طبيعة محلية وليس بأي حال من الأحوال تحالفا سياسيا مع الحزب الذي يرأس الجهة”.

المتحدث كشف أن ممثلي الكتابة الجهوية للحزب بجهة الشمال “نقلوا للأمين العام مع اللجنة المعنية الحيثيات والخلاصات التي انتهى إليها اجتماع الكتابة الجهوية وفريق الحزب بالجهة، حيث كان التوجه العام يسير نحو المشاركة في التسيير، تفاعلا بطريقة إيجابية مع الدعوة إلى الدخول للأغلبية، بعدما كان الحزب قد قدم ترشيحه للرئاسة”.

ومضى نائب سعد الدين العثماني، متابعا في شريط فيديو على الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية: “حزبنا غير معني مطلقا بالشأن الداخلي للبام.. هذا القرار ننشد من ورائه الدفع بعجلة التنمية في الجهة استدراكا للخصاص الذي كان في المرحلة السابقة، حيث إن هذه الجهة للأسف لم تتقدم على مدى أربع سنوات بالخطوات المطلوبة تنمويا، قياسا بباقي الجهات”.

التعليقات على تحالف “البام” مع “البيجيدي” في جهة الشمال يشعل الغضب بين قيادات هذا الأخير.. خيي: “قرار أخرق” والأمانة العامة: “هذا تحالف انتخابي وليس سياسيا” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين

قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…