عقب حياة حافلة قضتها في قصور الحكم امتدت لـ70 عاما قبل أن يتوفاها الأجل ول أأمس الخميس ليطوي رحيلها حقبة تاريخية هامة؛ تستعد عائلة الملكة إليزابيث الثانية ومعها العالم بأسره لتشييع جثمان من كانت بالنسبة إلى البريطانيين رمزا للوحدة والاستقرار، مثلما ظلّت الصديقة المحبوبة لعدد من الملكيات والأقطار، من بينها المغرب.
وبرزت قوة التقارب بين التاجين المغربي والبريطاني في عهد الحسن الثاني، وبالضبط عام 1980 حينما زارت الراحلة بمعية زوجها المملكة المغربية، قبل أن يخصها الملك الحسن الثاني بعد ذلك بدوره بزيارة خاصة في لندن، لذلك كان لافتا أن تحمل البرقية التي بعثها العاهل المغربي محمد السادس إلى الملك تشارلز الثالث، إشارة إلى متانة هذه العلاقة العريقة، بتأكيدها على أن “المملكة المغربية فقدت برحيل الملكة إليزابيث صديقة عظيمة ومتميزة ظلت تكن لها كامل التقدير، خاصة وأن الفقيدة الكبيرة كانت شديدة الحرص على تمتين روابط الصداقة التاريخية القائمة بين مملكتينا العريقتين”.
وعلى غرار باقي سفارات وقنصليات المملكة البريطانية التي نكست أعلامها بمختلف دول المعمور، فتحت سفارة لندن في الرباط أبوابها منذ الساعة الحادية عشر صباحا من يومه الجمعة لتلقي التعازي في رحيل الملكة الأكثر شهرة في العالم، وهي العملية التي ستستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل وتشهدها بالموازاة مع ذلك كلا من قنصليتي الدار البيضاء ومراكش.
وكما عاين ذلك موقع “الأول”، وضعت سفارة بريطانيا في الرباط رهن إشارة الوفود المُعزّية سجلا لتدوّن على صفحاته كلمات تأبينية وعبارات الرثاء، وذلك تحت إشراف السفير سايمون مارتن وطاقمه المساعد الذين توشّحوا بالسواد وكانوا شديدي التأثر لفقدان سيدة تقاسموا معها بعض اللحظات، ويصفونها مثلما كثيرين بالقائدة الملهمة التي حظيت باحترام على نطاق واسع.
وفي لفتة تحيل على مكانتها المتفردة، تقاطر على مقر السفارة بالعاصمة المغربية طيف من ممثلي البعثات الدبلوماسية المتواجدة بالرباط، فضلا عن شخصيات عسكرية وسياسية ووجوه فاعلة في الحقل الثقافي والفكري وغيرهما تمثل قارات العالم الأربع، لمواساة انجلترا في هذا الحدث الجلل ووضع أكاليل من الورود بمقر السفارة تكريما لروح إليزابيث الثانية، فيما يرتقب، وفقا لتقديرات مصادر عليمة، أن يحلّ مسؤولون حكوميون ورجال أعمال مغاربة بدورهم هناك في المقبل من الساعات.
إلى ذلك، يُفترض، حسب وثائق “عملية جسر لندن”، أن يشرع في مراسم تشييع جثمان “الجدة الطيبة” كما يلقبها البريطانيون، بعد مضي 10 أيام من رحيلها، ومن المقرر أن تدق أجراس ساعة “بيج بن” بحلول الساعة الحادية عشرة صباحا، ليتم نقل التابوت إلى كنيسة “وستمنستر” التي يرجح أن تستقبل 2000 ضيف للصلاة، كما سيكون هناك صمت تام لمدة دقيقتين في جميع أنحاء المملكة المتحدة خلال هذا اليوم.
وعقب أداء الجنازة التي يرتقب أن تكون مهيبة، سيتم نقل جثمانها إلى قلعة “وندسور” من أجل إقامة مراسم التشييع في كنيسة “سانت جورج”، وسيوارى جثمانها الثرى في كنيسة الملك “جورج السادس” التذكارية بالقلعة، بجانب والدتها الملكة إليزابيث ووالدها الملك جورج السادس وشقيقتها مارجريت.
ومثلما جذبت احتفالات العائلة الملكية البريطانية الأنظار على مر السنوات الطويلة الفائتة، ستستقطب بالتأكيد جنازة من ظلّت إلى حدود 2022 الثابت الوحيد في عالم متغير، متابعة إعلامية وشعبية هائلة.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…