عرف اجتماع الهيئة التنفيذية لفيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي احتضنه المقر المركزي للحزب الاشتراكي الموحد بزنقة أكادير بالدار البيضاء، مشاحنات بين الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، وأحد أعضاء المكتب السياسي لحزبها، أمام مرأى ومسمع باقي أعضاء الهيئة المنتمين لباقي المكونات الحزبية (الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي).

وكشفت مصادر قيادية، أن الخلاف تفجر بين منيب وعضو المكتب السياسي الحاضر في الاجتماع، بعدما نفى الأخير، أنه سبق للمكتب السياسي قد أصدر تعميما داخليا، تتناقض مضامينه مع قرار الهيئة التنفيذية للفيدرالية، القاضي باختيار اللوائح الانتخابية على مستوى اللجان المحلية ثم الإقليمية والجهوية، حيث شدد على أن التعميم لم يصدر عن المكتب السياسي. بل صدر عن الأمينة العامة للحزب، وهو ما أثار حفيظتها وصرخت في وجهه قائلة “غادي نخلي دار بوك” واصفة إياه بـ”البليد” قبل أن تتهمة بـ”محاربة الحزب”.

وأفادت مصادر “الأول”، أن نبيلة منيب التي عبرت أكثر من مرة، عن رغبتها في أن يكون للأمناء العامين للأحزاب الثلاثة المكونة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، اليد العليا في تحديد أسماء وكلاء اللوائح والحسم في الترشيحات على مستوى الانتخابات البرلمانية والجهوية، وجدت نفسها محاصرة بين خلاصات الهيئة التنفيذية الموقعة بإسمها، والتي أوصت بعقد اجتماعات للهيئات المحلية للفيدرالية للتداول في شأن توزيع المرشحين والمرشحات بين أحزاب الفيدرالية وترتيبهم في اللائحة، وإحدات لجنة تنسيق على مستوى كل عمالة أو إقليم مكونة من 5 أعضاء ينتمون للتنظيمات الحزبية بالعمالة أو الإقليم ينتدبهم كل حزب لهذه الغاية، والتي سيوكل إليها البث في لوائح الانتخابات التشريعية وكذا اللوائح الجهوية.

وأوضحت ذات المصادر أن الاجتماع الذي انطلق على الساعة الثانية عشر ظهرا، استمر إلى حدود الساعة الرابعة و45 دقيقة، وتوقف بعد الخلاف الذي وقع بين الأمينة العامة نبيلة منيب وعضو المكتب السياسي لحزبها، ما اضطر باقي أعضاء الهيئة التنفيذية للتدخل في محاولة لتهدئة الأجواء، لتعود منيب إلى الاجتماع وينسحب عضو المكتب السياسي.

ولم يخرج الاجتماع المطول بأية خلاصات أو قرارات، إذ طغت عليه أجواء “مكهربة”، وهو ما تمثل في مداخلة أحد قياديي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي طالب منيب بالاعتذار عما صدر منها، واصفا ما وقع بأنه ليس من أخلاق “المناضلين اليساريين”.

من جهة أخرى، علم موقع “الأول”، أن هناك تحركات تجري على قدم وساق، لتأسيس تيار جديد داخل الحزب الاشتراكي الموحد، يقوده محمد الساسي ومحمد مجاهد، الأمين العام السابق لذات الحزب، وقيادات أخرى وطنية ومحلية للحزب، بالإضافة إلى أعضاء من المكتب السياسي والمجلس الوطني.

ويأتي هذا التيار، الذي يصف نفسه بالوحدوي والديمقراطي، ليكون بديلا عن عدد من التيارات التي أصبح يطبع عملها نفور تسبب فيه اختلاف الرؤى بشأن نقاط حاسمة للحزب ولفيدرالية اليسار، من بينها تدبير المرحلة المقبلة في أفق الاندماج المنتظر سنة 2021، حسب ما أفادت به مصادر حزبية.

وأوضحت مصادر “الأول”، أن الأمينة العامة نبيلة منيب تتخوف من ان تفقد أغلبيتها داخل المكتب السياسي كما فقدتها داخل المجلس الوطني، بسبب الخلاف حول رؤية العمل داخل فيدرالية اليسار الديمقراطي وخصوصا مسألة الاندماج، حيث أكدت مصادرنا أن هناك حالة من النفور بينها وبين تيار “الأفق الجديد”، وهو التيار الذي أوصلها إلى الأمانة العامة، والذي يتزعمه كل من الساسي ومجاهد، وبدأت تظهر علامات قربها شيئا فشيئا من تيار “اليسار المواطن” الذي كانت تنتمي إليه سابقا.

وكرد فعل خرج أعضاء عدد من الفروع الحزبية للاشتراكي الموحد، يدعون إلى فك الارتباط مع فيدرالية اليسار ودخول الانتخابات المقبلة برمز “الشمعة” (وهو رمز الحزب الاشتراكي الموحد)، وذلك لمواجهة ما اعتبروه “محاولة الهيمنة”.

التعليقات على أمام أنظار قياديي فيدرالية اليسار.. نبيلة منيب تخاطب زميلها في المكتب السياسي “غادي نخلي دار بوك أيها البليد” (تفاصيل) مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

هذا ما قالته لاعبات الجيش الملكي بعد خسارة لقب دوري أبطال أفريقيا