في كل مرة تظهر فيها خولة لشكر إلى جانب والدها ادريس، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في نشاط رسمي، إلا ويثير ذلك الكثير من الجدل، ويعيد إلى الواجهة نقاش توريث الحزب لأبناء القيادات والدفع بهم، في إطار غير ديمقراطي، نحو تقلد المسؤوليات في المواقع التي يجيدونها وحتى تلك التي ليسوا أهلا لها.
فلا حديث في أوساط طيف كبير من الاتحاديين خلال هذه الآونة، سوى عن خطوة اصطحاب ادريس لشكر، لكريمته إلى لقاء شكيب بنموسى وأعضاء اللجنة المعينة من قبل ملك البلاد، لبسط تصور حزب الاتحاد الاشتراكي للنموذج التنموي، قيد الإعداد.
ولم يستسغ العديد من أعضاء المجلس الوطني لـ”الوردة”، ما أقدم عليه لشكر، قناعتهم في ذلك؛ أن زعيم الاتحاد لا يدع أي فرصة تفوت دون إشراك ابنته في المحطات السياسية الكبرى، قصد تهيئتها للعب أدوار مستقبلية، موازاة مع سعيه الحثيث بكل ما أوتي من قوة وبطرق تكاد تكون، أحيانا، غير مشروعة، استجداء لتنصيبها وزيرة أو دبلوماسية أو ليكون لديها موطئ قدم في إحدى المؤسسات الدستورية.
كما أعربوا عن امتعاضهم أيضا من اصطحاب طارق المالكي، مدير المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، ابن الحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي ورئيس مجلس النواب، مشددين على أن ذلك يشكل تكريسا لمنطق تبادل المصالح بين كل من لشكر والمالكي الأبوين، في ظل تنسيقهما المشترك لترتيب الظروف وكسب ود بعض الجهات في اتجاه تثبيت أبنائهما في مواقع القرار، بعد إزاحة كل الطاقات الشابة، ومواصلة العمل على إفراغ الحزب من كفاءاته الحقيقية التي تناضل بمجهود شخصي.
وتناقل هؤلاء الاتحاديون الغاضبون عبر تطبيق التراسل الفوري، وكذا على منصات التواصل الاجتماعي، صور أعضاء الوفد الذي مثَّل حزب المهدي بنبركة في اجتماع اللجنة الموكول إليها إعداد تصور للنموذج التنموي الجديد، مرفقين ذلك بتعليقات لاذعة، لم يخل بعضها من السخرية، انتقدت في مجملها الاستعانة بأبناء قيادات الحزب دون سواهم، إضافة إلى وجوه من المكتب السياسي معروفة باستكانتها إلى “الأخ الأكبر” في هذا اللقاء الرسمي الذي كان يتعين، بحسبهم، أن تكون رمزيته حاضرة في ذهن لشكر عندما تلقى دعوة من لدن بنموسى للجلوس على طاولة تقديم تصور لمستقبل جديد يقطع مع الماضي وجميع الأشكال الفجة التي أفضت إلى إعلان فشل المشروع التنموي القديم.
وبينما ترد خولة لشكر على منتقديها بأن تمثيلية الاتحاد الاشتراكي في اجتماع اللجنة سالفة الذكر كانت مشروطة بألا يضم الوفد أعضاء ينتمون إلى مؤسسات الحكامة وألا يكونوا مسؤولين في الحكومة أو البرلمان، وأن والدها ابتغى من وراء اصطحابها معه إلى جانب المالكي والمهدي المزواري وعبد الحميد الجماهري وأحمد العاقد، إعطاء الفرصة لجيل جديد من الاتحاديين للظهور، يتساءل المنتقدون بدورهم، لماذا هذه الأسماء بعينها، ألم ينجب الاتحاد سوى هؤلاء؟.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…