استطاعت مجموعة “Siemens Gamesa” الألمانية، من إنتاج 856 ميغاواط من طاقة الرياح في المغرب، بعد ما يقارب ثلاث سنوات من إنشاء وحدة صناعية بطنجة.
وأكد عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، أن المغرب ملزم بتحقيق الأهداف المسطرة في السياسة الطاقية، 42 في المائة من الكهرباء من الطاقات المتجددة في 2020 و52 في المائة في 2030، مضيفا أن الطلب المتزايد على الكهرباء والطاقة الاختيار الذي اختاره المغرب بأن نقوم به بشراكة مع القطاع الخاص، كما أن المغرب له مؤسسات تعنى بموضوع الطاقة وتشتغل بكامل التوافق.
وأضاف الرباح، في تصريح صحفي على هامش زيارة للمصنع التابع للمجموعة الألمانية “ SIEMENS GAMESA” بطنجة، والمتخصص في لصناعة شفرات التوربينات الريحية، “لهذا المصنع عدد من المواصفات، أولا وهو ثقة شركة عالمية في قوة الصناعة المغربية والاقتصاد المغربي، لتقرر الاستقرار في المغرب، والأمر الثاني أنها تثق في الكفاءات المغربية، فالمصنع يوفر حوالي 750 فرصة عمل، أزيد من 95 في المائة ممن يشتغلون فيه هم مغاربة، وهناك نسبة من ما يصنعه يتم توجيهه للسوق المغربي، ولكن الغالبية موجه للخارج”، ليؤكد أنه من الناحية اللوجستيكية وبفضل ميناء “طنجة ميد”، “المغرب انتقل إلى مرحلة متقدمة من الناحية اللوجستيكية، الشيء الذي يدفع بالمصانع التي تستقر في بلادنا إلى أن تكون أكثر تنافسية مع المصانع المتواجدة في عدد من الدول، بالإضافة إلى مناخ الأعمال، والتنمية اللوجستيكية التي وقعت في بلادنا، فعوامل الانتاج من بينها الموارد البشرية، تؤهل البلد كي يكون فيها مصانع من هذا النوع، وهذا واحد من المصانع في مجال الطاقة وهناك مصنع في الحسيمة ومناطق أخرى، وسيكون هنالك مصانع في المستقبل مرتبطة بالطاقة”، مشيرا إلى أن وزير الصناعة مولاي حفيظ العلمي يشتغل على مجال “إيكوسيستم” وكل مرة ستعرف بلادنا استثمارات في هذا المجال.
وبخصوص مكانة المغرب الاقتصادية في إفريقيا، قال الرباح “نحن نعتبر أنفسنا واحد من قلاع الاقتصادية الإفريقية، وكما لاحظتم في خطاب الملك إفريقيا حاضرة بشكل كبير جدا، وكلما وضعنا سياسة معينية أو برنامج أو مخطط إلا وإفريقيا حاضرة، وليس بمنطق تجاري بحث ولكن بمنطق الشراكة، أنتم تعلمون أن بلادنا من خلال الشركات المالية تستثمر في أكثر من 22 دولة إفريقية، الأغلبية هي دول متحدثة باللغة الفرنسية، اليوم بدأنا نتوجه أيضا إلى الدول الإفريقية الناطقة بالإنجليزية”.
وأوضح الرباح، أنه في السابق كنا نتحدث مع إفريقيا بمنطق ما يحتاجه سوقهم أي بمنطق تجاري، عكس اليوم، “فإذا أخذنا “OCP” فهو يشتغل مع الدول الإفريقية بمنطق استثماري بمعنى يخلق “شركات محاصة” “des joint-ventures” مع شركات محلية في نيجيريا إثيوبيا وغانا وعدد من الدول، وهكذا القيمة المضافة تكون في تلك البلدان ونخرج من منطق تجاري محض إلى الشراكة التي يكون فيها الجميع رابح”.
وأكد الرباح، أن “المكتب الوطني للكهرباء حاضر في عدد من دول إفريقيا، وكذلك ”مازن” ( المجموعة المسؤولة عن ريادة وتسيير قطاع الطاقات المتجددة في المغرب)، الآن وقعت عدد من الشراكات مع عدد من دول إفريقية، وهناك شركات مغربية بدأت تهتم بالدول الإفريقية”، مضيفا “في المعرض الأخير “إليك إكسبو” حضرت فيه أكثر من 14 دولة إفريقية والمؤتمر الإفريقي المقبل حول الكهرباء والطاقات المتجددة في الكامرون هدفه ليس فقط عرض ما ينجز ولكن كي تكون هناك شراكات بين الشركات المغربية والإفريقية”.
وفي هذا الصدد قال رضا نصيب المدير المالي لمصنع “siemens gamesa” بطنجة، “بالنسبة للمصنع تطلب استثمار مهم يتجاوز 100 مليون يورو، أي ما يوق مليار درهم، وجاء في إطار المشروع الاستراتيجي للمغرب، لتوفير الطاقة المتجددة بنسبة تفوق 32 في المائة، والآن بدأنا في مشروع أضخم وبطموح أكثر وهو تجاوز 50 في المائة لنسبة الإنتاج الطاقي في المغرب بصفة عامة، وهذا المصنع لا يمكن إلا أن يعزز قدرة المغرب لإنجاز هذا المشروع الطموح، والذي سيكون بطبيعة الحال من المشاريع الرائدة على المستوى العالمي”.
وبخصوص مستوى كفاءة اليد العاملة المغربية، قال رضا “الكفاءة العالية للأطر المغربية جعلت من هذا الاستثمار أن يكون في المغرب، كما برهنت بالملموس على قدرتها في إنجاز المشروع بصفة احترافية، وأيضا لنقل الكفاءة والتجربة من البلدان الأصلية لهذه التكنولوجيا إلى المغرب، وأيضا اليد العاملة فهي أكثر من 95 في المائة مغربية بما فيها الأطقم الإدارية والتي تساهم في تطوير هذه الصناعة”.
يذكر أن المجموعة الألمانية “سيمنس غامسا”، افتتحت رسميا، بتاريخ 11 أكتوبر 2017، مصنعا جديدا لشفرات التوربينات الريحية، بطنجة، كما تبلغ القيمة الاستثمارية لهذا المشروع – الذي يتواجد بالمنطقة الحرة “طنجة أوتوموتيف ستي” ويمتد على مساحة تبلغ 37.500 متر مربع – 1,1مليار درهم، وسيسمح بإحداث 700 فرصة عمل مباشرة و500 فرصة عمل غير مباشرة.
ويُدخل تصنيع شفرات التوربينات الريحية البالغ طولها 63 مترا للمغرب تكنولوجية دقيقة طورتها شركة سيمنس، وتُعرف بالشفرة المتكاملة. ويسمح هذا الأسلوب بتصنيع شفرات في قطعة واحدة، مما يُكسبها المزيد من المتانة ويزيد في مدة صلاحيتها.
وحققت الشركة في 30 شتنبر سجل طلب قياسي ، في حين ساهم النشاط التجاري القوي في وحدات الأعمال الثلاث في إفريقيا (المغرب مصر وجنوب إفريقيا) في زيادة إيرادات الشركة المصنعة لتوربينات الرياح بنسبة 12٪ مقارنة بالعام السابق، على الرغم من أن هذه الصناعة تعاني من ضغوط الأسعار وارتفاع التكاليف وعدم اليقين في بعض الأسواق ، فقد حققت الشركة هامشًا من الأرباح، واستطاعت “Siemens Gamesa” من إنتاج 856 ميجاواط من طاقة الرياح في المغرب.
وفي هذا الصدد، قال ماركوس تاك ، الرئيس التنفيذي لشركة SIEMENS GAMESA: “ليس هناك شك في أن طاقة الرياح آخذة في النضج وتقود الآن عملية تحويل الطاقة التي تعتبر بالغة الأهمية لمكافحة تغير المناخ”.
كما أضاف “تظهر هذه النتائج أننا نتكيف بنجاح مع صناعة متطورة وأن إستراتيجيتنا L3AD2020 تسير على الطريق الصحيح لتحقيق نمو مستدام طويل الأجل وقيادة في صناعتنا.
نادية العلوي: الحكومة تواصل تنزيل نفس الأولويات والتشكيك في منهجية الحوار الاجتماعي هو هدر للزمن السياسي
أكدت نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية، على أن الحكومة تواصل تنزيل نفس الأولويات م…