“تعليمات” تحول دون مبيت تلاميذ درعة تافيلالت المتفوقين بالرباط

مصير مجهول بات يواجهه حوالي 220 تلميذا وتلميذة نجحوا بتفوق في امتحانات الباكلوريا بجهة درعة تافيلالت، بعدما تكبدوا مشاق رحلة سفر مضنية قادمين من الراشيدية وتنغير وورزازات وزاكورة إلى العاصمة الرباط، من أجل الاستفادة من ورشات تكوينية ودورات تدريبية تحضيرا لمباريات ولوج المعاهد والمدارس العليا، في إطار مشروع “رحلة التميز” الخاص بمبادرة “المرافقة التربوية” التي تشرف عليها مؤسسة “درعة تافيلالت للخبراء والباحثين”.

وجرى، ليلة أمس الثلاثاء، منع هؤلاء التلاميذ المتفوقين من المبيت في “بيت المعرفة”، إذ تفاجؤوا معية مرافقيهم عندما حلّوا بهذه المؤسسة بقرار إلغاء وزارة التربية الوطنية لـلترخيص الذي سبق أن منحته لمؤسسة “درعة تافيلالت للخبراء والباحثين”، ما خلّف استنفارا لدى الأساتذة المشرفين على هذه المبادرة، الذين شرعوا في الاتصال بمسؤولين حكوميين بحثا عن حلول بديلة لتمكين التلاميذ المذكورين من التغذية والمبيت، سيما وأن الوقت كان جد متأخر.

في هذا الصدد، يقول يونس العمراني، رئيس جمعية فضاء الفتح للتربية والتنمية التابعة لبرنامج “تميز”، متحدثا ل”الأول”: “إثر ذلك تم التنسيق مع إدارة حي جامعي خاص بالرباط لالتحاق التلاميذ به، قبل أن تشهر في وجههم مرة أخرى ورقة المنع”، وعن السبب يجيب العمراني: “أخبرونا بأن هناك تعليمات.. ولا نعلم مصدرها بالضبط”، موردا أن “السلطات المحلية تدخلت في آخر لحظة وقامت بتوزيع التلاميذ على بعض فنادق الرباط”.

المتحدث، أكد أن التضييق الذي تَعرّض له، أمس الثلاثاء، تلاميذ درعة لم يكن سوى حلقة من مسلسل طويل من التضييق، موضحا، في تصريح لموقع “الأول”، أن المنع كان العنوان الأبرز لرحلة هؤلاء التلاميذ صوب الرباط، فمنذ اللحظة الأولى التي كانوا فيها على أهبة الاستعداد للسفر من الراشيدية نهاية الأسبوع الماضي، تم إيقاف الحافلات المدرسية التي كانت تقلهم بداعي عدم توفرها على تراخيص”.

الفاعل المدني سالف الذكر، تابع أن “السلطات الأمنية طلبت منهم تقديم تراخيص حافلات النقل تحمل توقيع وزارة التجهيز، قبل أن يهتدوا إلى نقل التلاميذ عبر حافلات وسيارات للنقل العمومي، وهو ما تم فعلا عبر الاستعانة بسيارات للأجرة”.

وأبدى العمراني استغرابه وتأسفه من هذا التعامل “غير المفهوم”، لافتا الانتباه إلى أن السنة الماضية مرت الأمور بسلاسة، ما يطرح الآن عدة تساؤلات.