أطلقت “شبكة إزالة الاستعمار بشمال إفريقيا”، وهي مجموعة تتكوّن من باحثين وفنّانين من تونس والجزائر والمغرب وليبيا، عريضة إلكترونية للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في التحرير، والتحذير من البروباغندا الإعلامية الغربية التي تهدف إلى “التقليل من حجم التقتيل الهمجي الجاري وتحويل الأنظار عنه”.

وتمكنت الشبكة خلال اليومين الماضيين، من جمع أزيد من 1000 توقيع لأساتذة وباحثين وفنانين وفاعلين آخرين في المنطقة المغاربية وعبر العالم، من بينهم ماحي بينبين، وهو رسام وكاتب ونحَّات مغربي، بالإضافة إلى مهدي عليوة، وهو أستاذ مساعد في جامعة الرباط الدولية، وإيتو برادة، وهي فنانة مغربية، وخالد مونة، وهو باحث أنتروبولوجي، وإدريس كسيكس وهو كاتب وصحفي مغربي، وشيراز العتيري مُدرسة، وباحثة ووزيرة الثقافة سابقا بتونس، وأسماء أخرى من مجالات متعددة.

واعتبرت الشبكة من خلال العريضة أنه “لا سلام دون التحرر من الاستعمار”، مشيرة إلى أنه “من الطبيعي في منطق القوى الاستعماريّة أنها دوماً ما تجعل التّاريخ يبدأ مع بداية الهجوم على محميّيها، وهي تسعى بذلك لمحو خزّان مفعولات الضّغط، من خلال الإهانة والخسف المتواصل الذي تنتجه سياسات الميز العنصريّ”.

وأشارت الشبكة إلى أنه تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الذي وصف علنا “ودون خوف من العقاب”، ساكنة غزة بـ”الحيوانات البشرية”، معتبرة أن “سعار التقتيل هذا لم يبدأ بتاريخ السابع من أكتوبر 2023، كما أنه لم يبدأ مع تاريخ السادس من أكتوبر 1973، بل بدأ مع التوسع المتواصل والمتدرج للمستعمرات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، ولقد كان في كل موجة من موجاته، مرفقا بأشكال معقدة للالتفاف على الأراضي ولطرق استلابه وقمعه للفسطينيين”، مضيفة “إن هذا السعار بدأ مع خلق دولة عنصرية بكل ما يحمله هذا الوصف من ابتذال لأفعال سلخ الفلسطينيين من إنسانيتهم”.

وحسب العريضة، فإن “الوحشية التي تنهجها إسرائيل تستفحل كل يوم، أكثر فأكثر، ففي يوم الجمعة 13 أكتوبر، وبينما ساكنة غزة تفر إلى الشمال، قصف الجيش الإسرائيلي المدنيين وسيارات الإسعاف، بل واقتحم هذا الجيش، في نفش المساء كل أراضي الضفة: جنين والخليل ونابسل ورام الله وبيت لحم…، بالإضافة إلى أنه ومنذ أيام، كان الإسرائيليون من سكان المستعمرات مسلحين علنا من طرف الدولة الإسرائيلية ومشجعين بقوة على تصفية أي فلسطيني كان من كان”.

وأبرزت الشبكة، أن “كل جرائم الدولة هذه، تقترف في إفلات تام من العقاب، وتزكية وتبرير من قبل وسائل الإعلام الغربي، ويعتبر إلصاق تهمة مذبحة أربعين طفلا إسرائيليا نموذجا مخزيا في هذا السياق، فاعتمادا على تحقيق قام به صحافيو قناة الجزيرة اضطرت قناة “سي إن إن” تقديم اعتذارها علنا واعترفت أن هذه الوقائع لم تكن حقيقية البتة”.

وأضافت “إلاّ أنّ الأذى قد طرأ، وها هي الكذبة تتكرّر على لسان رئيس الولايات المُتحدة الأمريكيّة نفسه، سامحة بذلك لواشنطن، علاوة على مساعدتها الماليّة والعسكريّة لإسرائيل، بأنْ تُحضّر الرأي العام للمجزرة المقبلة. وكم يُذكّرنا هذا، مع كثير من الألم، بمُقدِّمات الهجوم على العراق”.

وأكدت العريضة أن “الصمت المدوي للمجتمع الدولي عن جرائم الحرب المفترفة اليوم في فلسطين، هو حجة إضافية على أن التفاضل العرقي بين الأجناس كان دوما في قلب المشاريع الاستعمارية والإمبريالية الغربية، بل إن على أساس هذا التفاضل تم على الدوام تبرير أكبر مجازر وإبادات عاشتها الشعوب التي عانت من هذا التمييز العنصري”.

وشددت الشبكة على أن ما يقع في فلسطين خلال الأزمنة الراهنة، “لا يعدو أن يكون إلا استمرارا للعنف الاستعماري الذي يتمدد ويتأيد”، كما أشارت إلى أن هذه السنة تميزت “بتكثيف جميع أنواع العنف تجاه الفلسطينيين، فحسب تقديرات الأمم المتحدة، تم قتل 173 فلسطينيا قبل شهر أكتوبر، ولا زلنا نستحضر جميعاً صور مُخيّم اللاّجئين في جنين الذي كانت القوّات الإسرائيليّة قد خرّبته”.

وأعلنت الشبكة “تضامنها المطلق مع الشّعب الفلسطيني في معركة التّحرير التي يخوضها”، منددة “بالمذابح الجارية في حقّ المدنيين الفلسطينيّين”، وأكدت أنه “لا وجود لسلام دائم في المنطقة ما دام تجاهل الحقوق والآمال المشروعة للشّعب الفلسطينيّ طافحاً، وما دام التمادي في العبث بمقتضيات العدالة وبحرية التنقل المتكافئ مُتصاعداً. في العمق، يمكننا استيعاب المعادلة بسهولة، بيد أنّها تُحارب وتُنكَر بضراوة: لن يتحقّق السّلام دون التحرر من الاستعمار”.

يذكر أن شبكة إزالة الاستعمار بشمال إفريقيا هي مجموعة عابرة للأوطان تتكوّن من باحثين وفنّانين من تونس والجزائر والمغرب وليبيا. تأسّست عام 2021 للاشتغال على تصفية الاستعمار في المعارف والمُخيّلات عبر بذل مجهود للتفكير في هذا الموضوع ونقله إلى الأجيال المقبلة وترويجه.

التعليقات على مثقفون وفنانون وأساتذة وأجانب يوقعون على عريضة لوقف الحرب على غزة مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

انطلاق عملية “رعاية 2024-2025” لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد

تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس، الرامية إلى توفير الرعاية اللازمة لساكنة المنا…