أطلق موظفون من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، صرخة استغاثة للانتعتاق مما يصفونها بـ”ويلات” عذاب يومي مسلط عليهم داخل هذه المؤسسة التي يسيرها بقبضة من حديد الاتحادي مصطفى الكثيري، الذي جايل 6 حكومات وهو على رأس هذا المنصب.
وتعيش هذه الفئة من الموظفين أوضاعا أجمع من تحدثوا إلى “الأول”، على أنها “مزرية وقاهرة”، بسبب “ممارسات تعسفية” يقولون إنهم يتعرضون لها وتتجلى في تعيينهم في مناطق بعيدة عن مقرات سكن عائلاتهم، مع العلم أن ظروفهم تستوجب تعاملا خاصا لكونهم بحاجة لرفقة دائمة.
واشتكى مجموعة من هؤلاء الموظفين في تصريحات متفرقة لموقع “الأول” ظروف عملهم الصعبة التي تكاد تفاصيلها تتشابه؛ إذ يشتغل أغلبهم في مناطق نائية حيث لا وجود لممرات خاصة بهم تؤمّن تنقلهم في إطار من السلامة، كما أن الكثير منهم يتابعون علاجات طبية غير متوفرة في تلك المناطق التي ألحقوا بها مما يضطرهم إلى التنقل صوب الحواضر طلبا للعلاج أو لمتابعة حالاتهم الصحية مع ما يرافق رحلاتهم من معاناة حقيقية.
علاوة على ذلك، وبالرغم من أن إدماج هذه الشريحة من المجتمع في سوق الشغل هو اجتماعي بالأساس وليس للتغطية على سوء تدبير الموارد البشرية في القطاع، إلا أن مندوبية الكثيري لا ترفض فقط طلبات الانتقال التي ما فتئ المعنيون يرسلونها إلى الإدارة، بل تهددهم أيضا بالفصل عن العمل ما لم يتوقفوا عن ذلك.
هذا بالضبط ما أكده أحدهم لـ”الأول” قائلا: “أصبحنا عرضة للترهيب النفسي والتهديدات بالعزل. لقد وصل الأمر بالمندوب السامي إلى إعطاء تعليمات برفض منح قرارات ترسيم بعضنا مع تهديدنا في مصدر عيشنا الوحيد إذا لم ننضبط لقرار الإدارة في التعيين، كما أُمرنا بالتوقف عن مراسلة مؤسسات خارجية حول أوضاعنا المأساوية”.
على صعيد آخر، شددت إفادات متطابقة على أن وضعية المدمجين الرسميين لا تقل سوء عن زملائهم غير المدمجين؛ فلكونهم يشتغلون بعيدا عن مجال دراستهم، تجبرهم الإدارة على القيام بمهام لا تدخل ضمن اختصاصهم، كما أنها لم توفر لهم أدنى وسائل العمل الخاصة بهم (لوحات برايل، حواسيب خاصة، عتاد مكتبي…)، ومع ذلك يطلب منهم إعداد تقارير شهرية ودورية، بل إن منهم من يجد صعوبات في ولوج مراحيض المؤسسة جراء عدم تعاقد الأخيرة مع شركات نظافة.
ووصل فقدان الأمل عند هذه الشريحة من الموظفين إلى حد التهديد بالانتحار أو الاعتصام بمعية عائلاتهم أمام مقر المؤسسة إلى غاية انتزاع مطالبهم، مبرزين أن جميع الأبواب سدت أمامهم، خاصة وأن الإدارة رفضت كل طلباتهم في الانتقال أو السماح بتغيير القطاع أو تحسين ظروف اشتغالهم التي يقولون إنه يستحيل مواصلة العمل في ظلها.
إلى ذلك، حاول موقع “الأول” التواصل هاتفيا مع مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، حرصا منه على استقاء رأيه وتضمين رده على هذه الاتهامات، لكن هاتفه ظل يرن دون جواب، رغم بعث رسالة نصية بهذا الخصوص.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…