“أحدهم خاط فمه”.. باعة متجولون بالعيون يعتصمون منذ أشهر احتجاجا على “تلاعبات” طالت لائحة المستفيدين من محلات تجارية

يدخل اعتصام مفتوح، مرفوق بإضراب عن الطعام، يخوضه عدد من الباعة الجائلين أمام مقر باشوية مدينة العيون الشرقية شهره التاسع على التوالي، احتجاجا على “تلاعب” سلطات المدينة في قائمة المستفيدين من سوق نموذجية تضم 183 محلا تجاريا، أنجزتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغرض محاربة احتلال الملك العمومي وتوفير فضاء دائم للنشاط التجاري.

وفي خطوة تصعيدية، أقدم شاب من بين هؤلاء المعتصمين على خياطة فمه مطلع الأسبوع الجاري ليتم نقله إلى مستشفى “الفارابي”، وهو ما خلّف استنفارا لدى السلطات والمصالح الأمنية التي انتقلت عناصرها إلى مكان الواقعة لحث زملائه على فضّ شكلهم الاحتجاجي.

كما خلف ذلك استياء كبيرا لدى ساكنة المدينة وفعالياتها الحقوقية والمدنية، التي باتت تطالب المسؤولين بضرورة التواصل وفتح قنوات الحوار مع المعتصمين في أفق إيجاد حل لهذه الأزمة المتفاقمة.

وكشف أحد هؤلاء الباعة المعتصمين لموقع “الأول”، أن اختلالات شابت عملية توزيع المحلات التجارية بهذا السوق المُحدث فوق تراب حي “النخلة” بمدينة العيون سيدي ملوك، موضحا أن معظمها تم تفويته في ظروف مشبوهة إلى أشخاص لا تربطهم أي صلة بالباعة الجائلين إضافة إلى استفادة أكثر من فرد واحد من نفس الأسرة، بل يوجد من بين المستفيدين مواطنين مهاجرين يعيشون خارج المغرب. وهو الأمر الذي أكده كذلك لموقع “الأول”، الفاعل الحقوقي والنقابي بالاتحاد المغربي للشغل، عبد العزيز الداودي.

الداودي، قال في تصريح للموقع إنه جرى بالفعل إقصاء أشخاص هم الأولى بهذه المحلات التجارية، التي كانت ستضمن لهم العمل في ظروف مناسبة لكسب قوت يومهم خصوصا وأن أغلبهم يعيلون أسرا، مبرزا أن من بين المستبعدين أشخاصا قضوا سنوات طويلة في هذه السوق وشملتهم عملية الإحصاء التي أشرف عليها المجلس الجماعي وسن لها معايير خاصة وشروط مضبوطة، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف خارج لائحة المستفيدين.

ولفت الداودي إلى أن هذه الأزمة التي تطوق عنق السلطات بالعيون الشرقية، كانت قد فجرت جدلا خلال إحدى دورات المجلس الجماعي للمدينة، حينما انتفضت مستشارة من الأغلبية في وجه الباشا وفضحت “المحسوبية والزبونية” التي دبرت بها عملية توزيع هذه المحلات المنجزة من المال العام.

من جهتها، ذكرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاوريرت، أنها تتابع بقلق شديد تطورات اعتصام الباعة المذكورين، مطالبة في بلاغ، عامل إقليم تاوريرت وباشا مدينة العيون سيدي ملوك بالتدخل العاجل لإيجاد حلول منصفة وعادلة لهؤلاء الباعة المضربين.