شنّ حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، هجوما شرسا على عبد الواحد الفاسي الفهري، على إثر كلمة تأبينية لهذا الأخير، في وفاة المرحوم عبد الحق حقيق، التي تحدث فيها عن “مؤامرة حيكت” ضد الحزب سنة 2012، و”احتلاله”، معتبرا إياه “استغل واقعة الوفاة لـ”تمرير رسائل مشفرة من خلال نص تعزية”.

ووصف ولد الرشيد، في بلاغ له توصل “الأول” بنسخة منه، الكلمة التأبينية لعبد الواحد الفاسي، “استغلال بئيس لواقعة إنسانية عادة ما تنفطر لها القلوب والألباب”.

وفي الوقت الذي لم يشر الفاسي إلى ولد الرشيد بالإسم، لم يتردد الأخير في الإشارة إليه بإسمه، معتبرا إياه قد حاول “تمرير رسائل مشفرة من خلال نص التعزية، مع أن المقام والحدث الجلل بوفاة عبد الحق حقيق كان يقتضي بل ويفرض الترفع عن الخوض في الشؤون السياسية”، “غير أن صاحبنا اختار المكان والزمان غير المناسبين لنفث سمومه باستحضار هزيمته المدوية من بوابة صناديق الإقتراع سنة 2012″، يضيف ولد الرشيد.

وأعرب ولد الرشيد، في بلاغ له عن “أسفه واستغرابه الشديدين”، مما ورد في التدوينة والتي اعتبرها “لم تحترم حتى حرمة الموتى”، مشيرا إلى أن عبد الواحد الفاسي “أخطأ من جديد العنوان، بالنظر لفشله ولحدود اللحظة، في تجرع مرارة هزيمته المدوية بمحطة المؤتمر السادس عشر، حيث خرج صفر اليدين بعد أن صوت مناضلو ومناضلات الحزب لصالح التحالف المعلن وعلى رؤوس الأشهاد من ولد الرشيد ، وهو ما يكشف الثقة الجارفة التي يحظى بها ولد الرشيد من لدن برلمان الحزب، وهو ما تُوج برسوب عبد الواحد الفاسي في كسب هذا الإستحقاق في أجواء حرة وديمقراطية بشهادته هو نفسه، والتي ما زال اليوتوب يحفظها مقاطعها جيدا للذكرى”.

وأشار ولد الرشيد إلى المفردات والمصطلحات التي إختارها عبد الواحد الفاسي، واصفا إياها بأنها “تمتح من معجم تجاوزه الزمن، وتكشف العقد النفسية التي على ما يبدو ضاق بها صدر الرجل الذي بات عاجزا عن إخفائها ولدرجة البوح بها بمضمون تعزية دون مراعاة لهيبة الحدث”، مضيفا أنه “لم يكن ليدعم مرشحا لقيادة الحزب سبق وأن فشل في حجز مقعد له بالإنتخابات التشريعية بمدينة سلا وهو ما يضيف رفضا شعبيا لشخصه، ومما يزيد الطين بلة لمسار الرجل المترنح والذي تعتريه الكثير من الشوائب إقدامه على الاستقالة من تدبير وزارة الصحة، بعد الإخفاق في معالجة عديد الملفات التي كانت موضوعة على مكتبه، حيث اختار الهروب من موقع المسؤولية بدل التحلي بالشجاعة، والإنكباب على حلحلة أحد أهم القطاعات الحيوية بالنسبة لعموم الشعب المغربي”، مضيفا أن مؤتمر حزب الاستقلال لسنة 2012 “وجه رسالة واضحة لعبد الواحد الفاسي برفض قطاعات كبيرة من المجلس الوطني للحزب لشخصه على إعتبار أنه لا يتمتع لا بالكاريزما ولا معايير القيادة لتولي الأمانة العامة للحزب”.

وقال القيادي بحزب “الميزان”، “إنه لطالما ترفع عن الخوض في سفاسف الأمور، عل وعسى أن يستوعب عبد الواحد الفاسي الدرس، بيد أنه وللأسف الشديد” يقول ولد الرشيد، “فهم هذا الأخير الموضوع بشكل خاطئ، وتمادى هذه المرة كثيرا باستحضار عبارات من قبيل احتلال الحزب والهيمنة عليه وكأن الرجل يتحدث عن ضيعة أو شركة خاصة قام بتحفيظ ملكيتها بإسمه، والحال أن ضمير الأمة هو ملك لجميع المغاربة، مفرادات تشكل” حسب ولد الرشيد “تجل صارخ لرفض عبد الواحد للأدبيات الديمقراطية المؤطرة والمنظمة للحزب، والتي لفظته خارج مختلف هياكله”.

واعتبر ولد الرشيد أن عبد الواحد الفاسي “لطالما أساء للحزب بتهجمه على قيادته أكثر من مرة، في إطار محاولاته الحثيثة عبثا لضرب صفوف الحزب وشق وحدته وهدم قلاعه الحصينة وهو ما فشل به أيضا بدرجة امتياز”.

وختم كلامه قائلا “على عبد الواحد الفاسي أن يدرك الواقع كما هو، وليس بما يحلم به أن يكون، وأن يعرف أن عقارب الزمن أبدا لن تعود للخلف، وأن مكانة أي شخص بقيادة الحزب رهينة بأصوات مناضليه ومناضلاته، وليس بالبكائيات على جدران مواقع الخيال الإجتماعي، وأن محطة المؤتمر الثامن عشر باتت على الأبواب ولا يفصلنا عنها سوى بضعة أشهر لتفتح أبواب الترشح من جديد، وعبد الواحد الفاسي مدعو لخوض هذا النزال الإنتخابي للوقوف على مكانته الحقيقية بالحزب، بعيدا عن منطق التعيين او التفويض او التوريث”، مشددا أن حزب الاستقلال “سيظل وفيا لمبادئه وقيمه ولا صوت يعلو على صوت الديمقراطية وصناديق الاقتراع”.

 

التعليقات على ولد الرشيد “يقصف” عبد الواحد الفاسي بسبب اتهامه له باحتلال حزب الاستقلال: “مكانة أي شخص بقيادة الحزب رهينة بأصوات مناضليه وليس بالبكائيات..” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

نادية العلوي: الحكومة تواصل تنزيل نفس الأولويات والتشكيك في منهجية الحوار الاجتماعي هو هدر للزمن السياسي

أكدت نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية، على أن الحكومة تواصل تنزيل نفس الأولويات م…