ائتلاف حقوقي يستنكر محاولة تشويه تاريخ بنبركة ويجدد المطالبة بمحاسبة المتورطين في اغتياله

أكد الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، أن ما وصفها بـ”المحاولات المستمرة لبعض المأجورين في تشويه والافتراء” على تاريخ القائد والمناضل الوطني اليساري المهدي بنبركة، “لن تصرف الرأي العام الوطني والدولي عن الاستمرار في المطالبة بالحقيقة الرسمية الكاملة وراء وفاته، وبإلزامية إعمال العدالة في حق المجرمين المتورطين في اغتياله وعدم إفلات أي أحد منهم من العقاب”.

ونهاية شهر دجنبر الفارط؛ عاد ملف المهدي بن بركة، الذي اختطف في باريس عام 1965، إلى الواجهة؛ إذ نشرت جريدة “الغارديان” البريطانية مقالا يدعي أنه كان يعمل “جاسوسا” للمخابرات التشيكية في فترة الحرب الباردة، وهو ما طرح تساؤلات عن الجهة التي تقف خلف إثارة هذا الاتهام مجددا سيما وأنه تزامن وإعلان المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، عن تشكيل لجنة خاصة تتولى البحث عن حقيقة اغتيال بن بركة، وذلك تنفيذا لتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة.

الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، استنكر في بلاغ أصدره اليوم الجمعة، اعتبر ما نشرته “الغارديان” الريطانية، “أكاذيب لتشويه بنبركة كما حدث مرارا مع الرموز التاريخيين للمغرب، من بينهم محمد بن عبد الكريم الخطابي، وغيره من رواد التحرير والنضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان ببلادنا”، مستنكرة بشدة “هذه الحملات الجبانة، وكل الذين يقفون وراءها ويحرضون عليها أو يسوقونها للتغطية عن المسؤولية الرئيسية للنظام المغربي وعن مسؤوليات المتواطئين معه في عملية التدبير والاختطاف والاغتيال السياسي لقائد أممي، من حجم الشهيد المهدي بنبركة”.

وأبرزت التنظيمات السياسية والحقوقية المنضوية تحت لواء الائتلاف المذكور، أن بنبركة، كان يضطلع بأدوار أساسية في مناهضة الاستبداد وفي نضاله ضد الصهيونية كحركة استعمار استيطاني عنصري، ودعمه لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل استقلاله، وعودة لاجئيه لوطنهم، وبناء دولتهم الديمقراطية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس، وانخراطه في عملية توحيد نضالات شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، سيما من خلال مؤتمر شعوب القارات الثلاث بكوبا الذي ساهم بقدر كبير في الإعداد له كمنسق للتحضير له، وحال اختطافه دون المشاركة فيه.

ولفتت إلى أنه “لا غرابة أن تتجند بعض القوى داخليا وخارجيا، في محاولة جديدة قديمة للإجهاز على الذاكرة الجماعية للشعب المغربي، ولإقبار كل إشراقاته، لمحو ذاكرة الأجيال الحالية والقادمة.