يضمر توالي المواقف وردود الأفعال بين المغرب وروسيا في الآونة الأخيرة، أزمة صامتة بين البلدين، مازالت خلفياتها وامتداداتها لم تتضح على نحو أدق، لكن معالمها لم تعد تخطئها العين.
مسلسل التشنج في العلاقات القائم حاليا بين الرباط وموسكو، بدأ بإعلان السلطات المغربية في الـ5 من شهر أكتوبر الجاري، عن قرارها بتعليق الرحلات الجوية المنطلقة من أراضيها مباشرة إلى روسيا، ليعقبه مباشرة شروع هذه الأخيرة في عملية إجلاء رعاياها من المملكة عبر رحلات طيران خاصة.
هذه الخطوة، التي أجمع عدد من الأكاديميين المهتمين بالعلاقات الدولية، ممن تحدث إليهم موقع “الأول”، على أنها تشكل بداية مرحلة “البرود” في العلاقات بين البلدين، ما لبثتت أن تعززت بموقف جديد اتخذته هذه المرة موسكو، ويتعلق بطلب تأجيل عقد الدورة السادسة لمنتدى التعاون الروسي التي كان مقررا أن تحتضنها المملكة المغربية في الـ28 من أكتوبر الجاري.
ففي مراسلة رسمية وجهتها سفارة روسيا الاتحادية إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، مطلع الأسبوع الجاري، حملت دعوة إلى تأجيل انعقاد المنتدى المذكور حتى موعد لاحق، بدعوى حصول تغييرات في أجندة وزير الخارجية سيرجي لافروف، ناجمة عن تغييرات طرأت على جدول أعمال الرئيس فلاديمير بوتين.
في قراءته لهذه المعطيات، يقول الأستاذ الجامعي المتخصص في العلاقات الدولية، سعيد الصديقي، إنها تؤشر فعلا على وجود “سوء فهم” بين روسيا والمغرب، لكن يصعب، بحسبه، تحديد الأسباب وتشريحها مع استطلاع أفقها. ومع ذلك، يرى الصديقي، أنه “ليس من مصلحة الروس، اقتصاديا، أن تتأزم علاقتهم مع المملكة التي تشكل بوابة جيواستراتيجية نحو إفريقيا “.
كما ليس من مصلحة المغرب، يضيف الأكاديمي المغربي في تصريح لموقع “الأول”، أن تتأثر علاقته بشريك من حجم روسيا، كونها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، خصوصا مع قرب انعقاد أشغال هذا الأخير للتداول في ملف الصحراء المغربية.
ويعتقد الصديقي أنه لم يكن أمام المغرب خيارات أفضل وهو يفتح جبهات على المستوى الدبلوماسي مع بعض الدول، مشددا على أن “المملكة وجدت نفسها أمام تحديات كبيرة في سياق دولي وإقليمي معين، لذلك فهي تحاول أن تستفيد إلى أقصى حد في اتجاه الدفاع عن مصالحها وقضاياها الكبرى، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية”.
ويخلص الأستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس، إلى أن “المغرب أصبح يتعامل دبلوماسيا بسلوك مختلف، إلى حد ما، عما كان عليه الوضع في السنوات الماضية، بما في ذلك مع شركائه التقليديين مثل فرنسا وإسبانيا، لأنه يرى بأن الوضع الإقليمي والدولي يسمح بذلك، وبالتالي يكون رد فعله قويا أحيانا حماية لمصالحه”.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…