مفاجأة غير متوقعة أظهرتها المعطيات الإحصائية التي كشفت عنها وزارة الداخلية، اليوم الجمعة، بخصوص ترشيحات الأحزاب السياسية للانتخابات المحلية المرتقبة في الثامن من شتنبر المقبل.
وتُشير هذه المعطيات الرسمية إلى تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار القائمة بمجموع ترشيحات بلغ 25492، بنسبة 16.18 في المائة، متبوعا بحزب الأصالة والمعاصرة الذي رشّح 21187 شخصا، بنسبة 13.45 في المائة، يليه حزب الاستقلال بـ19845 ترشيحا، بنسبة بلغت 12.59 في المائة. لكن المفاجأة الكبرى هي أن حزب العدالة والتنمية لم يضع سوى 8681 ترشيحا، بنسبة لم تتجاوز 5.51 في المائة، خلافا لانتخابات 2015 التي ظفر فيها بالمرتبة الثالثة بعد أن غطّى أكثر من النسبة المذكورة.
وبذلك، احتلّ “البيجيدي” المرتبة الثامنة من حيث عدد الترشيحات المودعة برسم انتخابات أعضاء مجالس الجماعات لهذا العام، ليجاور بذلك أحزاب مغمورة من قبيل، الحركة الديمقراطية الاجتماعية بـ4194 ترشيحا وجبهة القوى الديمقراطية بـ3858 ترشيحا.
في قراءته لهذه المؤشرات، قال المحلل السياسي، محمد شقير، إن “البيجيدي” تفادى ترشيح أكبر عدد من “البروفيلات” للانتخابات الجماعية خوفا من أي محاسبة محلية مفترضة.
وأوضح شقير في تصريح لموقع “الأول”، أن “البيجيدي” ربما استحضر ضمن استراتيجيته لتدبير هذه الاستحقاقات، منطق التصويت العقابي، لذلك فضّل التقليص من حضوره حتى يبرر به فشله المحتمل في تحقيق نتائج متقدمة.
الباحث في العلوم السياسية، لفت أيضا، في سياق حديثه عن العوامل التي دفعت إخوان سعد الدين العثماني لسلوك هذا التوجه، إلى أزمة غياب النخب ونزيف الاستقالات التي عرفها الحزب مؤخرا، إضافة إلى تأثير القرارات المتخذة من طرف السلطات الحكومية في إطار الطوارئ الصحية، على تحركات أعضاء الحزب. “فمنع إقامة الجنائز والأنشطة الدينية التي تقام عادة في المساجد، أحجمت تحرك أعضاء العدالة والتنمية الذين دأبوا على استغلال هذه الآليات انتخابيا”، يضيف شقير.
وأفاد المتحدث بأن رهان “الحزب الإسلامي”، يتعلق بالانتخابات التشريعية أكثر منه بالمحلية. وهو ما يتضح فعلا من خلال بلاغ وزارة الداخلية، الذي أعلن أن عدد لوائح الترشيح بالنسبة للعدالة والتنمية، بلغ 92 لائحة و305 مترشح لكل حزب، متساويا بذلك مع كل من أحزاب الأصالة والمعاصرة، الاستقلال، والتجمع الوطني للأحرار.
“العدالة والتنمية يطمح إلى ولاية ثالثة على رأس الحكومة، أو المشاركة فيها على الأقل”، يقول شقير: متابعا: “لذلك، غطى جميع الدوائر الانتخابية”.
لكن هل يستقيم الانطلاق من هذه الأرقام لرسم خارطة المشهد السياسي المقبل؟
في رده على هذا السؤال، شدد شقير على أنها مؤشرات دالة ومحددة بشكل كبير، مبرزا أن الاحتمال الحاضر بقوة يعطي لحزب “الحمامة” و”البام” و”الميزان” صدارة الانتخابات التشريعية المقبلة، بينما قد يأفل نجم “المصباح”.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…