نهيلة سواف*
يستعد المغاربة ككل سنة للإحتفال بعيد الأضحى المبارك، لكن الأجواء هذه السنة تمر وسط مخاوف من حدوث انتكاسة وبائية، بعد قرار التخفيف من القيود المرتبطة بجائحة كورونا.
وتتجه أغلب الأسر المغربية للضيعات الفلاحية والأسواق لاقتناء أضحية العيد، حيث تحظى هذه المناسبة الدينية عند المغاربة بكثير من العناية والإهتمام من أجل اقتناء خروف تتفاخر به العائلات فيما بينها.
كما تسود في هذه المناسبة التي يسميها المغاربة “العيد الكبير” أجواء مليئة بالحماس في كل شوارع وأزقة الدار المدن ببروز مهن موسمية كبيع الفحم، علف الأغنام، وشحد السكاكين ومعدات الذبح.
كانت الساعة تشير إلى 11 صباحا، من يوم أمس الأربعاء، توجهنا إلى “الباطوار” المعروف بإحتوائه لبائعي المواشي طوال السنة، على عادته يمتلئ بالزبناء عكس نفس الفترة من السنة الماضية، وصرح أحد بائعي الأغنام بـ”باطوار” حي لافيليت بالعاصمة الاقتصادية، متحدثا لموقع “الأول”: “إن إقبال المغاربة على شراء أضحية العيد ارتفع هذه السنة بعد عودة عدد كبير من الجالية المغربية لأرض الوطن إثر إعادة إطلاق الرحلات الجوية مع عدد من الدول الاوروبية”.
وأضاف المتحدث بنبرة يعتليها الإبتهاج والسرور: ” أن إرتفاع أثمنة الأغنام هذه السنة يرجع للزيادة في ثمن علف الماشية، حيث يحتاج كل رأس غنم ما بين 20 إلى 25 درهما، في اليوم، وأردف بالقول: “إن ثمن الكيلوغرام الواحد من نوع الصردي يصل إلى 60 درهما، لكن بإمكان كل مواطن اقتناء الأضحية من أسواق الماشية، كل حسب قدرته الشرائية”.
وفي السياق ذاته صرحت إحدى السيدات المتواجدات “بباطوار” الدار البيضاء والتي كانت الكمامة تغطي كامل وجهها، أن الأثمنة شهدت إرتفاعا مهولا مقارنة بالسنة الماضية، فأضحية السنة الماضية كلفتها 2700درهما، أما هذه السنة فارتفع المبلغ إلى 3600درهم، وأن اختيارها هذا العام وقع على غرار الأعوام السالفة على سلالة الصردي بإعتبارها النوع الافضل من ناحية المظهر والجمالية.
وفي تمام الساعة الثانية بعد الظهر، وفي جو حار، قصدنا “سوق الجمعة ” بجماعة الفضالات بن سليمان، سوق يعج بالناس، ذكورا وإناثا، صغارا وكبارا، لم يكونوا مقيدين بالتوصيات الداعية الى إحترام مسافة الأمان ووضع الكمامات. كل همهم، اقتناء أضحية العيد بأنسب الأثمان.
ولفت انتباهنا في السوق ذاته أحد الكسابة، ذو لحية البيضاء، تبادلنا معه أطراف الحديث، فأخبرنا أن العدد الذي توافد على ضيعات مربي المواشي قليل، هناك فئة من المواطنين تفضل الظفر بأضحية العيد قبل شهر من موعده، وأن ثمن الأضاحي إرتفع مقارنة بالسنة الفارطة، وترجع هذه الزيادة في الأسعار مع بدء العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، وذلك بسبب غلاء أثمنة علف المواشي في مقدمتها الذرة التي يتم استيرادها من الخارج، ومستلزمات العلف وتكلفة نقل الماشية.
وفي حديثنا مع الكساب المسنّ علّق مصطفى هياض وهو أحد الزبناء بجرأة: “أغلب المواطنين يفضلون شراء الأضحية قبل عيد الأضحى بأيام قليلة، خاصة أهل المدن، والذين لا تتوفر لديهم حظائر حيوانات، وأنا أيضا لكي أوفر ثمن العلف”، ومردفا : “الأسعار ارتفعت مقارنة بالعام الماضي بنحو 15 درهم للكيلو غرام الواحد، فالسنة الماضية كان ثمن الكيلوغرام الواحد 45 درهما، وهذه السنة استغل البعض رجوع المهاجرين المغاربة الى أرض الوطن لمضاغفة الأسعار”.
يذكر أن حركة بيع اللحوم شهدت تراجعا ملحوظا مقارنة بالعام الماضي تزامنا مع وقتنا الحالي وفق بعض الجزارين، وصرح جمال عزيز، وهو جزار بسوق السلام بالدار البيضاء، أن هناك تراجعا في حجم مبيعات اللحوم، ويتراوح ثمن لحم البقر بين 66 درهما و70 درهما، في حين توقف بيع لحم الغنم الذي يتراوح ثمنه بين 50 و52 درهم تزامنا مع عيد الأضحى، مما أثر على الجزارين وعرضهم لخسائر مالية.
* صحافية متدربة
انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي “رحلات تصويرية” بالدار البيضاء
بعد النجاح الذي شهدته الدورة الأولى من المعرض الدولي “رحلات تصويرية”، أعلنت جم…